responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 108


نرجو فقال كذبوا ليسوا من شيعتنا كل من رجا شيئا عمل له فوالله ما من شيعتنا منكم إلا من اتقى الله وقال إن قوما استقبلوا عليا فسلموا عليه وقالوا نحن شيعتكم يا أمير المؤمنين فقال ما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة قالوا وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين فقال صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء خمص البطون ذبل الشفاه حدب الظهور من القيام عليهم عبر الخاشعين وقال رجل يا ابن رسول الله إني ألم بالمعاصي وأرجو العفو مع ذلك فقال له يا هذا اتق الله واعمل بطاعته وارج مع ذلك القبول فإن أحسن الناس بالله ظنا وأعظمهم رجاء أعملهم بطاعته ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام أحسن الناس بالله ظنا وأبسطهم له رجاء وكان أعظم الناس منه خوفا وأشدهم له هيبة ومنه رهبة صلى الله عليه وآله وسلم وكذا سائر الأنبياء لم يكن في زمان كل واحد منهم أحد أحسن منه رجاء ولا أشد منه خوفا وقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه وإن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله ويحسن ظنكم به فاجمعوا بينهما فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه منه وإن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا منه فدعوا الأماني منكم وجدوا واجتهدوا وأدوا إلى الله حقه وإلى خلقه فما صنع أحد حقه إلا كان براءة من النار وليس لأحد على الله حجة ولا بين أحد وبين الله قرابة فما ضرب الله تعالى مثل آدم في أنه عصى بأكل حبة إلا عبرة لكم وتذكرة ولقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في تسبيحه سبحان من جعل خطيئة آدم عبرة لأولاده أراد بها أن أباكم آدم الذي هو أصلكم قد اصطفاه وجعله أبا الأنبياء سماه عاصيا وأهبطه من الجنة إلى الأرض وطفق هو وأمكم حواء يخصفان عليهما من ورق الجنة لأجل أكل حبة واحدة فكيف بكم وأنتم تأكلون البيادر كلها هذا هو الطمع العظيم في جنب الله وينبغي أن يكون الرجاء والخوف كجناحي طائر في قلب المؤمن إذا استويا حصل الطيران وإذا حصل أحدهما دون الآخر فقد انكسر أحد الجناحين وحصل النقص في القلب وفي العمل وينبغي للعبد أن يبسط رجاه في الله تعالى ويحدث في نفسه أن يعاين من عفوه ورحمته وكرمه عند لقائه ما لم

108

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست