نرجو فقال كذبوا ليسوا من شيعتنا كل من رجا شيئا عمل له فوالله ما من شيعتنا منكم إلا من اتقى الله وقال إن قوما استقبلوا عليا فسلموا عليه وقالوا نحن شيعتكم يا أمير المؤمنين فقال ما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة قالوا وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين فقال صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء خمص البطون ذبل الشفاه حدب الظهور من القيام عليهم عبر الخاشعين وقال رجل يا ابن رسول الله إني ألم بالمعاصي وأرجو العفو مع ذلك فقال له يا هذا اتق الله واعمل بطاعته وارج مع ذلك القبول فإن أحسن الناس بالله ظنا وأعظمهم رجاء أعملهم بطاعته ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام أحسن الناس بالله ظنا وأبسطهم له رجاء وكان أعظم الناس منه خوفا وأشدهم له هيبة ومنه رهبة صلى الله عليه وآله وسلم وكذا سائر الأنبياء لم يكن في زمان كل واحد منهم أحد أحسن منه رجاء ولا أشد منه خوفا وقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه وإن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله ويحسن ظنكم به فاجمعوا بينهما فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه منه وإن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا منه فدعوا الأماني منكم وجدوا واجتهدوا وأدوا إلى الله حقه وإلى خلقه فما صنع أحد حقه إلا كان براءة من النار وليس لأحد على الله حجة ولا بين أحد وبين الله قرابة فما ضرب الله تعالى مثل آدم في أنه عصى بأكل حبة إلا عبرة لكم وتذكرة ولقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في تسبيحه سبحان من جعل خطيئة آدم عبرة لأولاده أراد بها أن أباكم آدم الذي هو أصلكم قد اصطفاه وجعله أبا الأنبياء سماه عاصيا وأهبطه من الجنة إلى الأرض وطفق هو وأمكم حواء يخصفان عليهما من ورق الجنة لأجل أكل حبة واحدة فكيف بكم وأنتم تأكلون البيادر كلها هذا هو الطمع العظيم في جنب الله وينبغي أن يكون الرجاء والخوف كجناحي طائر في قلب المؤمن إذا استويا حصل الطيران وإذا حصل أحدهما دون الآخر فقد انكسر أحد الجناحين وحصل النقص في القلب وفي العمل وينبغي للعبد أن يبسط رجاه في الله تعالى ويحدث في نفسه أن يعاين من عفوه ورحمته وكرمه عند لقائه ما لم