وراءه ويستقبل باب الجنة ولا يسكن الخوف اليوم إلا قلب من يأمن غدا وكذلك قال الله تعالى وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي بين خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته في الآخرة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة الخوف توقع العقوبة في كل ساعة وما فارق الخوف إلا قلبا خرابا ودوام المراقبة لله في السر والعلانية يهيج الخوف في القلب ومن علاماته قصر الأمل وشدة العمل والورع وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ يعني بذلك الرجل الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر وهو خائف قال لا ولكن الرجل الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو مع ذلك يخاف أن لا يقبل منه ومتى سكن الخوف القلب أحرق منه موضع الشهوات وطرد عنه رغبة الدنيا وأظهر آثار الحزن على الوجه الباب التاسع والعشرون في الرجاء لله تعالى عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فليقطع رجاءه من الناس وليصله به فإذا علم ذلك منه لم يسأله شيئا إلا أعطاه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال جبرائيل قال الله تعالى عبدي إذا عرفتني وعبدتني ورجوتني ولم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك ولو استقبلتني بملأ الأرض خطايا وذنوبا أستقبلك بملئها مغفرة وعفوا وأغفر لك ولا أبالي وقال رسول الله يقول الله عز وجل أخرجوا من النار من كان في قلبه مقدار حبة من خردل إيمانا ثم يقول وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار مع من لم يؤمن بي وحقيقة الرجاء انبساط الأمل في رحمة الله وحسن الظن به واعلم أن علامة الراجي حسن الطاعة لأن الرجاء ثلاث مراتب رجل عمل الحسنة فيرجو قبولها ورجل عمل السيئة فيرجو غفرانها ورجل كذاب مغرور يعمل المعاصي ويتمنى المغفرة مع الإصرار والتهاون بالذنوب وقال رجل للصادق عليه السلام إن قوما من شيعتكم يعملون بالمعاصي ويقولون