responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 109


يكن في حسابه ولا شك أن العاقل يرى نفسه مقصرا وليس له وثوق بقبول عمله يعتمد أحسن الظن بالله والرجاء لعفوه وحلمه وكرمه والرغبة إليه والتضرع بين يديه والابتهال كما قال صلى الله عليه وآله وسلم إلهي ذنوبي تخوفني منك وجودك يبشرني عنك فأخرجني بالخوف من الخطايا حتى أكون غدا في القيامة عتيق كرمك كما كنت في الدنيا ربيب نعمك وليس ما تبذله غدا من النجاة بأعظم مما قد منحته من الرجاء ومتى خاب في فنائك آمل أم متى انصرف بالرد عنك سائل إلهي ما دعاك من لم تجبه لأنك قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وأنت لا تخلف الميعاد فصل على محمد وآل محمد واستجب دعائي ولا تقطع رجائي برحمتك يا أرحم الراحمين وروي أن سبب نزول قوله تعالى نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بقوم يضحكون فقال أتضحكون فلو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم طويلا فنزل جبرائيل وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الأَلِيمُ وقالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الله تعالى ليعجب من يأس العبد من رحمته وقنوطه من عفوه مع عظيم سعة رحمته وروي أن علي بن الحسين عليه السلام مر بالزهوي وهو يضحك قد خولط فقال ما باله فقالوا هذا لحقه من قتل النفس فقال والله لقنوطه من رحمة الله أشد عليه من قتله وينبغي أن يعتمد العبد على حسن الظن بالله تعالى فإنه وسيلة عظيمة فإن الله يقول أنا عند حسن ظن عبدي ورأى بعضهم في المنام صاحبا له على أحسن حال فقال بأي شيء نلت هذا فقال بحسن ظني بربي وما ينال أحد خير الدنيا والآخرة إلا بحسن الظن بالله تعالى وقال أمير المؤمنين عليه السلام الثقة بالله وحسن الظن به حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن والتوكل عليه نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو وقال الصادق عليه السلام والله ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن الظن بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن أعراض الناس فإن الله تعالى لا يعذب عبدا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه وتقصيره في رجائه وسوء خلقه

109

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست