responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 106


عند أعمالهم السيئة بعلمه السابق فيهم وإنما يعجل من يخاف الفوت فلا يغرنك تأخير العقوبة ثم تلا قوله تعالى تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وجعل يبكي ويقول ذهبت الأماني عند هذه الآية ثم قال فاز والله الأبرار وخسر الأشرار أتدري من هم الذين خافوه واتقوه وتقربوا إليه بالأعمال الصالحة وخشوه في سرائرهم وعلانياتهم كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا يا حفص من تعلم وعمل كتب في الملكوت عظيما إن أعلم الناس بالله أخوفهم منه وأخشاهم له وأزهدهم في الدنيا فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني فقال اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش قال الصادق عليه السلام بينما رسول الله ذات يوم قاعدا إذ نزل جبرائيل كئيبا حزينا فقال له رسول الله يا أخي جبرائيل ما لي أراك كئيبا حزينا فقال وكيف لا أكون كذلك وقد وضعت منافيخ جهنم اليوم فقال وما منافيخ جهنم فقال إن الله أمر بالنار فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ظلمات بعضها فوق بعض ولو أن حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الجبال لذابت من حرها ولو أن قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى جبرائيل فأوحى الله إليهما قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا تستحقان به النار ولكن هكذا كونوا وأما ما جاء من الخوف والخشية في القرآن فكثير مثل قوله تعالى وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وقال فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وقال في مدح قوم يخافون ربهم من فوقهم وقال وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ وقال وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى وقال إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ والخشية ثمرة العلم ولا علم لمن لا خشية له والخشية سراج النفس به تهتدي من ظلمتها وليس الخوف من يبكي ويمسح دموعه وإنما ذلك خوف كاذب وإنما الخائف من يترك الأمر الذي يعذب عليه ولو خاف الرجل النار كما يخاف الفقر لأمن منها وإن المؤمن لا يطمئن قلبه ولا تسكن روعته حتى يترك جسر جهنم

106

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست