الوحدة وآنس بها ولست أرى عارفا يستوحش مع الله فالزموا الوحدة فاستتروا بالجدار وامحوا أسماءكم من قلوب الناس تسلمون من غوائلهم ولما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام هذا الزمان وفتنته قال ذلك زمان لا يسلم فيه إلا كل مؤمن إذا شهد لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد أولئك مصابيح الهدى وأعلام السرى ليسوا بالمساييح والمذاييع البذر أولئك يفتح الله عليهم أبواب رحمته ويسد عنهم أبواب نقمته وقال المساييح يعني يسيحون في الأرض بالفساد والمذاييع النميمة والكذب والبذر يبذرون الكذب والنميمة كبذر الزرع من كثرته وإذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة ومن فتنة الناس إلى السلامة منهم آنسه بالوحدة وحبب إليه الخلوة وأغناه بالقناعة وبصره عيوب نفسه وحجبه عن عيوب الناس ومن أعطي ذلك فقد أعطي خير الدنيا والآخرة الباب السادس والعشرون في الورع والترغيب منه قال الصادق عليه السلام عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة لمن ائتمنكم فلو أن قاتل الحسين عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأتيته إليه وقال عليه السلام إن أحق الناس بالورع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم لكي يقتدي الناس بهم فإنهم القدوة لمن اقتدى فاتقوا الله وأطيعوه فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالتقوى والورع والاجتهاد فإن الله تعالى يقول إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ وقال أما والله إنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينونا على ذلك بالورع والاجتهاد وكثرة العبادة وعليكم بالورع وروى أبو عبد الله عليه السلام قال كنت مع أبي حتى انتهينا إلى القبر والمنبر فإذا بأناس من أصحابه فوقف عليهم وسلم فقال والله إني لأحبكم وأحب ريحكم وأرواحكم فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم بإمام فليعمل بعمله ثم قال أنتم شرطة الله وأنتم شيعة الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون في الآخرة إلى الجنة ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسوله أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمن صديق وكل