المال . . فكتب عليه السلام إلى ابن عباس : بلغني عنك أمور الله أعلم بها ، وهي منك غير منتظرة ؛ فاكتب إلى بمقدار بيت المال . . فأجابه ابن عباس : « ان ذلك باطل ، وأعلم من كتب إليك ، ولا أتصدى بعد ذلك للعمل » . واعتزل في بيته ؛ فكتب علي عليه السلام إليه : « لا تكن واجدا مما كتب إليك ؛ فإن ذلك كان من اعتمادي عليك ، وتبين لي : أن ما كتبوا إلى فيك باطل ؛ فارجع إلى عملك » فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس ، سر ، واشتغل بعمله . . [1] وهذا . . وإن كان يبدو أنه هو المعقول والمقبول ، وأن القصاصين ، وذوي الأغراض والأهواء - كما عودونا - قد زادوا فيه ، وحرفوه بما يخدم أغراضهم ، ومصالحهم . . لكنه لا يخلو أيضا من بعض الاشكال ، سيما بملاحظة ما تقدم من انكار بعض المؤرخين : أن يكون ابن عباس قد حج في زمن علي عليه السلام أصلا . . إلا أن الظاهر أنه يمكن أن يكون ثمة اشتباه من الراوي ؛ وأن الصحيح هو : أن ابن عباس كان عند علي
[1] قاموس الرجال ج 6 ص 18 ، 19 عن ابن أعثم . . وتاريخ أعثم من ص 307 حتى 309 ( الترجمة الفارسية ) . وقد أطال الكلام في تفصيل ذلك ، والمذكور هنا مختصر منه .