مع أنه - لو فرض جدلا : أنه لم يحضر النهروان ؛ فإن ذلك لا يثبت ما يدعيه طه حسين أصلا ؛ وذلك لأنه قد تقدم أنه كان عند على بعد ذلك ، وفي سنة 39 بالذات ، بل وفي سنة أربعين ، سنة استشهاده عليه السلام حسبما عرفت ؛ إلى آخر ما تقدم مما لا نرى حاجة إلى إعادته . . الرأي الأمثل : وبعد كل ما قدمناه . . فإن مما تجدر الإشارة إليه هنا : أنه لو فرض أن لهذه القضية أساس من الصحة ؛ فإن ما يمكن أن يكون قد حصل هو : اما ما ذكره اليعقوبي ، أو ما ذكره ابن أعثم الكوفي في كتابه : الفتوح ، على ما نقل عنه : وهو أنه لما ذهب عبد الله بن عباس إلى الحج ، واستخلف زيادا على الخراج ، وأبا الأسود على الصلاة ، وقع بينهما بعد خروجه تنافر ؛ فهجاه أبو الأسود ؛ فلما رجع ابن عباس شكاه زياد ، وقرأ عليه أهاجيه فيه ؛ فغضب ابن عباس ، وسب أبا الأسود ، فاحتال أبو الأسود ، فكتب إلى أمير المؤمنين : ان ابن عمك خان في بيت