وأين كان الشعراء عنه ، حينما علموا بحيازته لستة ملايين ؟ ! وكذلك أين كان الفقراء حينئذٍ ! ! . ولقد تنبه بعض الذين ساهموا في افتعال هذه الرواية لهذه النقطة ، فأورد بعضهم عبارة تشير إلى هذا ، في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة ؛ حيث جاء في رواية البلاذري فقط قوله : ( . . وكان ابن عباس يعطي في طريقه من سأله ، ومن لم يسأله من الضعفاء حتى قدم مكة ) ! ! . لكن ذلك لم يكن لينطلي على أحد ؛ بعد ان كانت الستة ملايين لا تزال تكفي في تلك الفترة للقيام بنفقات دولة بأسرها ، ولا يؤثر فيها عطاءاته للضعفاء في الطريق ، من سأله منهم ، ومن لم يسأله ! ! ! . . سادساً : لقد أنكر عمرو بن عبيد ، المعروف بانحرافه عن علي ، على سليمان بن علي ، بن عبد الله بن العباس : ان يكون ذلك قد صدر من عبد الله بن العباس ، واحتج لذلك في جملة ما احتج بقوله : ( وأي مال يجتمع في بيت مال البصرة ، مع حاجة علي إلى الأموال ، وهو يفرغ بيت مال الكوفة في كل خميس ،