بالنخيلة ) وقوله : ( ثم ان الحسن سار في عسكر عظيم ) ينقل كلاماً كثيراً ليس في نسخ المقاتل المطبوعة منه عين ولا أثر . . وابن أبي الحديد قد سمع المقاتل املاءاً عن شيوخه ؛ فنقله أثبت ؛ إذ يحتمل قوياً : أن تكون هوامش قذ زادها النساخ في الأصل اشتباهاً . . هذا كله . . فضلاً عن تلك الدلائل والشواهد المتقدمة والآتية ، التي تدل على افتعال هذه القصة واختلاقها من أساسها . . خامساً : إننا لم نجد لابن عباس ما يدل على أنه كان يمتلك ثروة كبيرة ، ولا ترك ما يثبت ذلك : كملكه لدور ، أو ضياع ، أو موالي ، أو هبات لشعراء ، أو فقراء ، أو صلات لذوي رحم ، أو غير ذلك . . بل لم نجد ما يدل على امتلاكه لجزء من مئة جزء مما يقال : انه اختلسه من بيت مال البصرة ! ! . فأين ذهب ذلك المال الذي عبأه ابن عباس في الغرائر ؟ ! . وماذا جرى للستة ملايين تلك ؟ ! ! . وهل ثلاث مولدات بثلاثة آلاف دينار ، تكفي للقضاء على تلك الثروة الهائلة ؟ ! سيما في تلك الفترة التي كان المال فيها قيمة كبيرة ، والقليل منه يكفي في الشيء الكثير ! ! .