الواضح ، ولم يلتفت إليه ؟ ! ! . . وقد يمكن ان يقال في الجواب : ان ابن عباس كان يربأ بنفسه ذنباً لمعاوية ، الذي لم يكن له آنذاك مكانة في نفوس الصفوة من آل محمد ( ص ) ، ورجال الأمة . ولكن هذا الجواب لا يستقيم ، إذ أن ذلك لا يمنع معاوية من بذل المحاولة ، والسعي إلى ان يخدع ابن عباس ، ويكتب إليه ليغويه ، على أمل ان يميل إليه : فان معاوية كأبي مرة لا ييأس . . ولقد كتب إليه في صفين ، مع علمه بشدة تعصبه لعلي ، ولم ييأس منه أنذاك ، فكيف ييأس منه الآن ، وهو يرى ان الوضع قد أصبح الآن مختلفاً عنه في صفين ؟ ! . رابعاً : لقد جرت بين ابن عباس ، الذي كان يلعنه معاوية في قنوته ، وبين معاوية ، ويزيد ، وعتبة بن أبي سفيان ، وسعيد ، وعمرو بن العاص ، ومروان وعبد الرحمان بني الحكم ، وابن الزبير ، وزياد ، والمغيرة ، وغيرهم - جرت بينه وبينهم - مناظرات واحتجاجات كثيرة ، كانوا فيها يحاولون اتهامه وعلياً عليه السلام بشتى التهم الباطلة . ويحرصون على التنبيه على أية زلة له ، أو لغيره من بني هاشم ، ويحاولون مواجهته