بكل ما يقدرون عليه مما يرون فيه انتقاصاً له ، وحطاً من كرامته ومن موجبات اذلاله ، وكسر شوكته . ولم نرهم عيروه - ولو مرة واحدة - بسرقة أموال البصرة أو بأي شيء يمت إلى خيانته بالأموال بصلة . . مع أن في ذلك مادة خصبة لهم ، وشفاء لما في صدورهم . ومع أنه هو قد عرض لهم بذلك ، وعيرهم به - على ما في العقد الفريد وغيره ، حيث أكد لمعاوية ان استعمال علي لولاته لنفسه لا لهواه ، أما معاوية فقد استعمل رجالاً لهواه لا لنفسه . . بل انه عندما قام ابن العاص في الموسم ، فأطرى معاوية والأمويين ، ونال من بني هاشم ، ثم ذكر مشاهد صفين ، وذلك بعد موت علي طبعاً ، لان ابن عباس لم يحج في ولاية علي كما قلنا . . فقال له ابن عباس : يا عمرو ، إنك بعت دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك ، ومناك ما في يد غيره . . إلى ان قال له : ولعمري ان من باع دينه بدينا غيره لحري بأن يطول حزنه على ما باع واشترى . . الخ [1] . . وواضح ان ذلك كان بعد وفاة علي عليه السلام بقليل لان ابن العاص مات بمصر في سنة 43 ه . .