يبعده عن علي عليه السلام في صفين - قال عمرو لمعاوية : « لو طمعت فيه ، لطمعت في علي » [1] . وعليه . . . وإذا كان معاوية قد حاول استمالة ابن عباس ، في وقت كان فيه يضارع علياً في صلابته ، وبصيرته في القضية التي يقاتل من أجلها ، وفي سبيلها . وكان الطمع فيه يوازي الطمع في على نفسه . . فلماذا لا ينتهز معاوية الآن هذه الفرصة ، ويرسل إليه ، بل ويعمل القليل والكثير من أجل ان يجلب رضاه ، ليكون معه ، والى جانبه . . يتقوى به على علي عليه السلام ، ويربح هذا السلاح ، ليشهره في وجه خصمه الذي أعيته فيه الحيل ؟ ! ! . . وكيف يطمع فيه في صفين ، ولا يطمع فيه الآن . . بعد ان نزغ الشيطان بينهما ، وأصبح كل منهما عدواً للآخر ، ويتحين الفرص للانقضاض والقضاء عليه ؟ ! . وحتى بعد موت علي . . لماذا لم يحاول : ان يستغل ذلك في أبعاده عن الحسن والحسين عليهما السلام ؟ ! ! . أم ان نصدق : ان معاوية المعروف بالدهاء ، لم يتفطن لهذا الأمر
[1] نفس المصادر المتقدمة ( ما عدا الأخير منها ) لقوله : ان رأس الناس بعد علي . . الخ .