نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 99
يرمي الصهيونيون من ورائه إلى تنظيم أنفسهم وإعدادها لاستعمار فلسطين ، وجهدا خارجيا يرمي إلى البحث عن دولة تساندهم ، وتحقق لهم ما تصبوا إليه نفوسهم . أما من الناحية الأولى فقد أنشئوا جهازا إداريا دقيقا لجمع المال ، وظهرت ( جمعية عشاق صهيون ) لنشر اللغة العبرية ، وللدعوة إلى تكوين مستعمرات زراعية في فلسطين ، وذلك بشراء الأرض من العرب مهما بلغ سعرها ، ودفع أكبر عدد من اليهود للهجرة إلى فلسطين بحيث يصبحون أكثرية بأسرع ما يمكن ، واشترك أثرياء اليهود بسخاء في تمويل هذه المشروعات وبخاصة المليونير روتشيلد الذي فتح خزائنه لهذا الغرض دون حساب . وأما من الناحية الثانية فقد درسوا أحوال القوى الاستعمارية المتصارعة لينحازوا للمعسكر الذي يتفق مع أغراضهم ، ووجدوا في إنجلترا خير حليف لهم ، فأعلن زعيمهم الجديد وايزمان ارتباط مصالح اليهود بمصالح إنجلترا ، وانضم صراحة إلى معسكرهم . هذا هو جانب اليهود في الموضوع حتى قبل إعلان تصريح بلفور ، فماذا كان جانب الاستعمار ؟ في سنة 1907 تولى ( كاميل بنرمان ) رئاسة الوزارة في بريطانيا وقد قام رئيس الوزراء بتشكيل لجنة مكونة من بعض علماء التاريخ ورجال القانون والسياسية ليس من بريطانيا وحدها وإنما من عدة دول أخرى ، ووجه ( بنرمان ) خطابا إلى تلك اللجنة حدد فيها مهمتها وجاء فيه : ( إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى ، ثم تستقر إلى حد ما ، ثم تنحل رويدا رويدا ، وتزول ، والتاريخ ملئ بمثل هذه الأمثلة ، وهي لا تتغير بالنسبة لأية إمبراطورية أو أمة ، فهناك إمبراطوريات روما وأثينا
99
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 99