نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 92
لماذا نشرد والناس مستقرون ؟ وترتب على ذلك أنهم لم يعرفوا الولاء لوطن نزلوا به ، ولاحقتهم من جديد عزلتهم التي سبق أن تكلمنا عنها ، والتي كانت أبرز صفاتهم ، فإذا بهم يعيشون في أحياء خاصة بهم ، وكان حي اليهود دائما قذرا مظلما غير صحي يعرف باسم ( الغيتو ) نسبة إلى اليهود في روما ، وشاع هذا الاسم في غير روما أيضا . وكانوا كذلك يعيشون في كل بلد فكانت لهم في القاهرة حارة وفي الإسكندرية حارة تحمل اسمهم . وكان مجتمع اليهود مصدر الخيانات والمؤامرات ضد كل بلد نزلوا فيه ، وقد صور كثير من الكتاب انعزالية اليهود وانتهازيتهم وخيانتهم للبلاد التي نزلوا بها سواء في ذلك إبان تاريخهم القديم ، أو في التاريخ الحديث ، يقول الدكتور عبد المعز نصر [1] . لم يكن فرعون بعد بني إسرائيل جزءا من قومه لأنهم عاشوا في عزلة عن الشعب ، ولأنهم جاءوا إلى مصر لا ليقيموا ويندمجوا ، بل ليخرجوا منها بعد أن تتجمع لهم في مصر قوة المال والعدد ، وهذا ما رسمه لهم ( يهوه ) ربهم إذ قال مخاطبا إسرائيل : ( أنا أنزل معك إلى مصر وأنا أصعدك أيضا ) وقد استشعر فرعون الريبة من ناحية بني إسرائيل وتوجس انضمامهم إلى الأعداء إن دخلت مصر في حرب ، فعيونهم متجهة إلى الخارج لا إلى الداخل ، ومن الغريب أن ما توقعه فرعون مصر القديمة كان الحقيقة الواقعة التي جربها الألمان