نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 42
إبراهيم الخليل ، وهو ابن تارح ، وينتهي نسبه إلى نوح ، وقد نشأ في أور الكلدانيين ، وكان أبوه يزاول عمل الأصنام وسخر إبراهيم من عمل أبيه ومن قومه الذين يعبدون ما ينحتون ، وناقشهم مناقشة عقلية يرويها القرآن الكريم قال تعالى ( واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ؟ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ، قال : هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ؟ قالوا : بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون . قال : أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) [1] ثم تحولت السخرية إلى عمل ضد هذه الأصنام ، إذ انتهز إبراهيم فرصة وجوده وحده في حانوت أبيه فأمسك فأسا وحطم هذه الأصنام ، وجعل منها كومة من الحطام ، ولم يدع إلا صنما كبيرا كان أعظمها شكلا وأكبرها حجما ، فوضع الفأس في يده ، وجلس ليرى ، فلما عاد أبوه جن جنونه لما رأى ، وصاح بإبراهيم : أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ . وأجاب إبراهيم في هدوء : بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم . قال أبوه في ثورة : كيف نسألهم وهم لا ينطقون : وكيف يعمله كبيرهم وهم لا يتحركون ؟ . قال إبراهيم : إذا كيف تعبدون ما تنحتون ؟ والله خلقكم وما تعملون وكان ذلك من إبراهيم مطلع ثورة على الفكر والسلطان في بلاد الكلدان ، ولم يستطع إبراهيم أن ينشر الحق فهاجر من أور الكلدانيين هربا من شرهم ، وهاجرت معه زوجته سارة ولوط ابن أخيه وبعض الأقارب