نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 324
( سنة 1616 ) ، ويراها آخرون أحدث نشأة ، فيحددون لقيامها القرن الثامن عشر ، واعتقادي أن هناك ارتباطا بين هذه الآراء جميعا ، فالماسونية كما سترى منظمة يهودية ، تظهر لخدمة اليهود من حين إلى حين ، وليس بعيدا أن يكون اليهود قد اقتبسوا بعض أنظمتها وأسرارها من الفكر المصري ، ثم تجددت مع هيكل سليمان ومع الحروب الصليبية وغيرها من الأحداث الكبرى . ويكاد الباحثون يجمعون على أنها هي جمعية البنائين الأحرار ، التي وجدت منذ أقدم العصور في مصر واليونان وفلسطين ، ومصدر إجماعهم هو التشابه العظيم بين الجماعتين في النظم والتقاليد ، واعتقادي أن الماسونية منظمة سرية يهودية ، وأن هناك رباطا يربط بينها وبين البنائين الأحرار ، ذلك أنه كان من بين البنائين من ارتقت مكانته ، فأصبح ذا صلة بأسرار الأهرام والهياكل والمقابر ، فإذا كان البناءون العاديون يبنون الأهرام ، فإن الخاصة منهم يوكل لهم بناء ما بداخل الأهرام من أسرار ، كالمكان الذي ستودع فيه جثة الملك وما معها من حلي وثراء . وكالطريق الموصل لهذا المكان ، وكان هؤلاء ا لخاصة من البنائين على صلة بالكهنة وبالأسرار الكهنوتية ، فلما أنشئت الماسونية بتعاليمها السرية ، كان من ضمن الأسرار أن تتخذ لها اسما فيه خفاء من جهة ، وفيه دلالة على احتضانها للأسرار من جهة أخرى ، فاتخذت لها اسم ( البنائين ) وهذا هو الذي ربطها بالبنائين الأحرار . وأهداف الماسونية في الظاهر تختلف اختلافا كبيرا عن أهدافها في الباطن ، فهي في الباطن وفي حقيقة الأمر - كما يقول الحاخام الدكتور إسحق وايز - مؤسسة يهودية وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكارا يهودية من البداية إلى النهاية [1] ، أما في الظاهر ولدى السذج فهي - كما يقول مكاريوس شاهين - جمعية أدبية تخدم الإنسانية .