نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 220
الذين ظهروا في فترة الأسر وبعده ، ويتمسكون بشريعة الأنبياء الأولين ، كما كانوا يتشددون دون في التنفيذ ، ويتمسكون بالتقاليد . وكان الفريسيون ينعموم في بلاط أمراء المكابيين ، وكان لهم نفوذ واسع في المجتمع اليهودي . وقد أدى اتساع هذا النفوذ إلى تخوف السلطات الحاكمة منهم ، وإلى نظرها لتصرفاتهم في شئ غير قليل من الشك والشبهة ، وكان ذلك بدء انشقاق بين السلطات الحاكمة وبينهم . وفي عهد هركاتوس ( 105 ق م ) اشتد الخلاف بينه وبينهم ، فانسحب الفريسيون من تأييد حكومته ، ووضعوا أنفسهم في موضع المعارضة ، فتخلى عنهم هركانوس وانضم إلى منافسيهم الصدوقيين الذين ظلوا على الولاء للحكومة [1] ، ومنذ حصلت هذه القطيعة اتجه الفريسيون إلى العودة لفكرة المسيح الذي ينتظره اليهود كما ذكرنا آنفا ، وقد كان تحول السلطان عنهم نذيرا بتدهور أحوالهم ، هذا بالإضافة إلى أنهم انحرفوا عن سنن أسلافهم ، واستهوتهم الحياة الدنيا ببريقها ، وأقبلوا على الشهوات يستسرون بها ، وهم في عملهم يراءون الناس استدراجا لهم ليوقعوهم في مخالبهم ، ويبتزوا أموالهم ، فكان ظهورهم بمظهر الزهد فخا نصبوه لصيد الدرهم والدينار [2] . وقد صورهم كاتبوا الأناجيل في صورة معارضة للمسيح عيسى عليه السلام ، ووضعوهم في موضع معارض له [3] . وتأثرت مكانتهم رويدا رويدا بهذه الأسباب فتخلى عنهم أكثر أتباعهم ، وأصبح الانتساب إليهم عارا ، على أنه وجد من بين الباحثين اليهود في العصر الحديث من يدافع عنهم ليعيد لهم مكانتهم التي نعموا
[1] lbid p 168 . [2] سليمان مظهر - قصة العقائد ص 369 . [3] Guignebert The Jewish World in the Time of Jesus p 165
220
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 220