نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 219
الشفوية هي التي دونت فيما يسمى التلمود [1] ، ولضمان تقديس اليهود للتلمود أعلن الفريسيون أن للحاخامات سلطة عليا ، وأنهم معصومون ، وأن أقوالهم صادرة عن الله ، وأن مخافتهم هي مخافة الله ، ومن قولهم في ذلك : ( ويلزم المؤمن أن يعتبر أقوال الحاخامات كالشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي ، فإذا قال الحاخام إن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس ، فصدق قوله ولا تجادله . . . ) [2] . وتبعا لذلك ليس هناك اجتهاد عند الفريسيين ، وما الحاجة للاجتهاد إذا كان الحاخام مقدسا ومعصوما ، وعنده لكل سؤال جواب [3] ؟ وللفريسيين رأى في القضاء والقدر فهم يرون أن الأفعال يمكن أن تتأثر بالقضاء والقدر ولكنها غير واقعة بهما [4] . ويرى بعض الباحثين أن الفريسيين لا يكونون فرقة دينية ، وإنما يمكن أن نطلق عليهم حزبا سياسيا له اتجاهاته الدينية ، وهم يعتقدون أن دولة اليهود لا بد أن تستعيد مكانتها ، ولذلك كانوا يؤمنون بالمسيح الذي يجئ ليعيد ( ملكوت الله ) [5] . وكان نشاط الفريسيين فكريا لا ثوريا ، فهم لم يلجأوا قط للحركات العنيفة ، ولكنهم اتجهوا بكل جهدهم إلى تفسير التوراة والتعليق عليها [6] . وكان الفريسيون يريدون من بني إسرائيل أن يتمسكوا بالعقيدة القديمة التي كانت لأجدادهم قبل سقوط دولتهم بفلسطين ، وكانوا يعارضون الأنبياء
[1] A History of the Jewish people p 159 : Margolis and Marx [2] من نصوص التلمود . [3] الياهو بشباصى : شعار الخضر ص 1 . [4] From Babylon to Bethlehem p 86 : Laurance Browne [5] The Jewish World in the Time of Jesus p 167 : Guignebert [6] lbid p 189 .
219
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 219