نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 214
وتهيأ الرأي العام اليهودي لهذا المسيح ، وكان توقعه يتجدد كلما نزلت باليهود البلايا والمحن ، وظهر عيسى بن مريم وأعلن أنه المسيح الذي ينتظره اليهود ولكن أكثرية اليهود رفضوا هذا الادعاء ، وقاوموا دعوة عيسى ، وألقوا القبض عليه وحكموا عليه بالاعدام [1] ، ويقول عنه التلمود : إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم ، بين القار والنار ، وقد أتت به أمه عن طريق الخطيئة [2] . ومرت فترات طويلة دون أن يجئ المسيح الذي ينتظره اليهود ، وانتهز بعض اليهود فرصة هذا الترقب فادعى كل منهم أنه المسيح ، ويسجل التاريخ أخبار المسيح كاذب من حين إلى حين ، وبخاصة في بلاد الفرس حيث ذاع القول بالمهدي المنتظر لدى الشيعة ، فأثار الحماسة لظهور المسيح المنتظر ، ففي بلدة شيرين ظهر رجل من اليهود في القرن الثامن الميلادي ، وادعى أنه المسيح المنتظر ، ووعد بأنه سيحقق معجزة استعادة فلسطين [3] ، وفي نفس القرن ظهر فارسي آخر في بلدة أصفهان اسمه أبو عيسى وادعى أنه المسيح ، وقال إن عودة فلسطين لن تتم إلا على أسنة الرماح ، وأعد جيشا قوامه عشرة آلاف جندي من اليهود ، وواتته فترة الاضطرابات التي كان يعانيها العالم الإسلامي عند سقوط الدولة الأموية وقيام دولة بني العباس ، فعاشت حركة أبي عيسى فترة لأن أبا العباس السفاح انشغل عنها بما صادفه من مشكلات في مطلع الدولة العباسية ، فما آل السلطان للخليفة المنصور اتجه بضربة قاصمة إلى جيش اليهود فهزمه ، وفر أبو عيسى تجاه الشمال ، ذاكرا أنه سيتقابل هناك مع أحد قادة اليهود المختفين ليتعاون معه على استعادة فلسطين [4] .
[1] اقرأ كتاب المسيحية المؤلف . [2] سنتكلم عن التلمود في الفصل الرابع من هذا الكتاب . [3] A History of the Jewish people p 259 : Margolis and Marx [4] Ibid p 259 .
214
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 214