نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 204
يكونوا في مستوى واحد من حيث مكانتهم ، بل كان منهم أعضاء لهم نفوذ واسع وتأثير كبير على الآخرين [1] . وسلطان هذا المجلس الأدبي ، كان يمتد إلى حيث يقيم اليهود في كل البقاع ، أما سلطانه المادي فكان ينكمش وينبسط حسب الظروف وكان هذا المجلس يبحث في كل الشؤون التي لها علاقة بالدين ، فهو يضع قوانين المعاملة ، وقوانين الزواج والطلاق ، ويحدد الأعياد ومواعيدها ، ويحارب الهرطقة ، وما إلى ذلك من مشكلات اليهود ، وكان هذا المجلس يقوم بدور الوساطة أحيانا إذا جد نزاع بين طائفتين من اليهود ، وكان يحكم في القضايا الجنائية الكبرى ، وله أن يحكم بالاعدام على الهراطقة ، بشرط موافقة الحاكم الروماني ، وقد قضى هذا المجلس بإعدام عيسى ، ولكنه احتاج لموافقة هذا الحاكم [2] ، وبذلك كان هذا المجلس سلاحا حادا في يد طبقة الكهنة ، وطالما استعمله هؤلاء لبسط نفوذهم على اليهود وإملاء كلمتهم ، وبواسطة هذا السلاح أصبحوا يأمرون وينهون ، ويحرمون ويحللون ، ولم يقنعوا بمد سلطانهم على المسائل الدينية فقط ، بل راحوا يحولون كل مشكلات الحياة إلى مسائل دينية ، وبذلك أخضعوها إلى سلطانهم [3] . ولم يكن هذا هو كل نفوذ الكهنة على الشعب ، فبجانب هذا المجلس كان الكهنة هم رعاة المعبد وخدمه ، وقد حقق لهم هذا الوضع امتيازا دينيا وإداريا ، فالكاهن الأعظم استمتع بسلطة عظيمة ليس فقط في الأمور الدينية ولكن في الأمور المادية أيضا ، وبخاصة في عهد كانت الحدود بين السياسة والدين غير واضحة ، وعن طريق هذا النفوذ طالما أصبح الكاهن الأعظم ملكا متوجا [4] .
[1] The Jewish World in the Time of jesus p 62 . [2] يوحنا 18 : 30 ، وانظر كتاب المسيحية للمؤلف Guigneber p 54 [3] Guignebert pp . 55 - 56 [4] lbid p . 56
204
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 204