نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203
كان الواحد منهم يمر بتدريبات وتقاليد يعرف خلالها الطقوس والأسرار الدينية ، ويبرهن على استحقاقه لهذا المنصب الخطير ، وكان لهم وحدهم حق تفسير النصوص ، ولم تكن القرابين مقبولة إلا إذا قدمت على يد أحد الكهنة ، وكانوا معفون من الضرائب ، وتقدم لهم العشور من نتاج الضأن ، ويأخذون ما بقي في الهيكل من القرابين ، وقد جمعوا بذلك أموالا ضخمة وثراء عظيما ، وامتازت ثروتهم بأن عدت مقدسة ، وشخصياتهم بأن كانت الوسيلة إلى الله ، وبذلك أصبحوا في كثير من الأحوال أقوى من الملوك أنفسهم . وقد عقد Guignebert فصلا عن المجمع الكهنوني الذي يدبر شؤون اليهود [1] ، ونقتبس منه ما نحتاجه في هذا البحث : كان يتكون من كبار الكهنة مجلس يبحث الشؤون الكبرى التي تهم اليهود ، ويرى بعض الباحثين أن هذا المجلس امتداد للمجمع الذي أمر يهوه موسى أن يكونه من سبعين من كبار اليهود ليلتقي بهم يهوه في خيمة الاجتماع [3] ، ولا يوافق Guignebert على هذا الرأي ويرى أن الفرق كبير بين مجمع موسى الذي كان يمثل القبائل والسلطات وبين مجمع الكهنة الذي نتحدث عنه ، والذي كان يمثل طائفة من العلماء والمفكرين من أبناء ليفي ، ويرى هذا المؤرخ أن مجمع الكهنة يرجع إلى عهد الضغط اليوناني والروماني ، وما انفجر عن ذلك من ثورات يهودية ، وقد رأى القائمون بهذه الثورات أن من الضروري أن يكون لهم مجلس يدبر أمر هذه الثورات ويرعى مصالح اليهود ( 3 ) ، وعضوية هذا المجلس تمتد مدى الحياة ، أما طريقة اختيار أعضائه فإنها غير واضحة ، ولم
[1] 59 - The Jewish World in the Time of Jesus pp 50 ( 2 ) سفر للعدد 11 : 6 . [3] Guignebert p 50 .
203
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203