نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 185
وأن يدينوا بالولاء لرب بني إسرائيل ، فقد نصت التوراة على ما يلي : ( لا يدخل عموني ولا مؤابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر ، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد ) [1] . ويعلق الأستاذ محمد عزه دروزة على هذا النص بقوله : إن الديانة اليهودية ليست دينا تبشيريا ولا إنسانيا عاما ، وإن بني إسرائيل كانوا يعتبرون الديانة ديانتهم والإله خاصا بهم ، وإن دخول غير اليهود فيها لم يكن تبشيرا بها ، وإنما كان من باب السماح لمن يريد - بنفسه وبدون دعوة - أن يدخل في جماعة الرب بشرط مرور عدة أجيال ، وفي بعض الحالات نرى الكتاب المقدس يسد باب الله ودينه أمام بعض الناس إلى الأبد [2] . ديانة عنصرية : واستكمالا لهذه النقطة يجدر بنا أن نبين إلى أي مدى كانت اليهودية ديانة عنصرية ، فقد ورد في كتاب ( المطالعات في الأديان العالمية ) أن ديانة اليهود ذات ارتباط بشعب معين ، كما يؤخذ من تسميتها اليهودية أو العبرية ، وهي لهذا تشبه الهندوكية ( ديانة الهنود ) في أنها ديانة مقفلة أي ليست من ديانات الدعوة ، وليست إلا تعبيرا طبيعيا لشعب خاص وجزءا من ثقافة اجتماعية لا تتقبل الغرباء [3] ، والذي يقرأ الأسفار كلها لا يجد فيها ما يدل على أن موسى أو بني إسرائيل كانوا مأمورين بدعوة غيرهم إلى ديانتهم ، وكل ما في الأسفار منصب على كون الديانة اليهودية ديانتهم الخاصة ، وكون الرب ربهم الخاص [4] ، ويميل كثير من المفكرين اليهود إلى مزيد من تضييق الدائرة ، فلا يعدون
[1] تثنية 23 : 3 ويلاحظ النص أنه مرة يقول حتى الجبل العاشر ومرة يقول إلى الأبد . [2] تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم : ج 1 ص 126 - 127 . [3] نقلا عن ( ما يقال عن الإسلام ) ص 51 . [4] محمد عزه دروزة : تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم ج 1 ص 72 وتاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي ج 6 ص 346 .
185
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 185