نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 184
وهكذا ارتبط اليهود بيهوه ، ولكن ما مدى هذا الارتباط ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تستدعي شرحا طويلا نوعا ما ، لنقطتين هامتين هما : ا - خص اليهود أنفسهم بيهوه ولم يسمحوا لغيرهم بعبادته أو الدخول في ديانته . ب - اعترف اليهود لغير اليهود بآلهة يعبدونها ، بل لم يقنع اليهود في أكثر أحوالهم بيهوه وراحوا يعبدون آلهة هؤلاء . وفيما يلي مزيد من الشرح لهاتين النقطتين : ا - فعن النقطة الأولى نقرر أن الوصية الأولى من الوصايا العشر تساعد على هذا الفهم ، فيهوه فيها يقول . ( أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ) [1] ففي هذه الوصية لم يقل يهوه إنه هو الإله الوحيد في العالم ، بل اكتفى بأن يقول إن بني إسرائيل يجب ألا يكون لهم آلهة سواه [2] ، فشعب إسرائيل لم يعرف الإله الواحد ، إله الخلق أجمعين ، لم يعرف هذا الإله ولم يعبده ولم يثبت على ميثاقه ، وإنما كان يعبد إلها يسميه إله إسرائيل ، ويحسب أن هذا الإله يميزه ويختاره على عامة الخلق لغير طاعة ولا إيمان ، ولا فضيلة ولا إحسان ، ولكنها وثيقة كتبها شعب إسرائيل على إلهه منذ القدم ، وهذا الإله مسؤول عنها كما يسأل المدين عن القرض ورباه ، لقد كان إلههم إله عشيرة واحدة يسميها عشيرته وشعبه وتسميه هي ربها وإلاهها دون العالمين [3] . وتبعا لذلك كان ممنوعا على غير اليهود أن يقبلوا في الجماعة اليهودية
[1] خروج 20 : 1 - 2 . [2] سليمان مظهر : قصة العقاد ص 33 . [3] عباس العقاد ، ما يقال عن الإسلام ص 307 . A History of the Hebrew People p 204 : Kent : See Olese
184
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 184