نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 186
يهوديا إلا أولئك الذين يعيشون في فلسطين أو يعتبرونها وطنهم وإن بعدوا عنها للضرورة [1] ، فاليهودية بهذا تتساوى مع الصهيونية التي سبق أن شرحناها في الباب الأول . وقفل اليهود ديانتهم عليهم ، وأنفتهم من إشراك غيرهم في الانتساب إليها نوع من الأنانية والاحساس بالتعالي والامتياز ، يرفع قدرهم عن باقي البشر ويجعل من سواهم همجا أو شبه أنعام ( جوييم ) ، أما أولئك الذين تسربوا إلى اليهودية من غير بني إسرائيل فسرعان ما عدهم التفكير الإسرائيلي شعبا من بني إسرائيل وأطلق عليهم لقب ( اليهود ) ، فكأنهم ينحدرون من يهوذا ، وبهذا اختلطت عندهم الديانة بالنسب . وقد عاب العالم على ألمانيا النازية جانبها العنصري واعتبارها الشعب الألماني أفضل شعوب البشر ، والصهيونية لا تختلف من قريب أو من بعيد عن النازية في هذين الاتجاهين إن لم تزد عنها ، ويقول ( أرنولد توينبى ) إن أشهر الذين يزعمون أنهم شعب مختار هم اليهود ، فالحركات الصهيونية والنازية سواء في ادعاء هذه الصفة العنصرية ، وإن الحركة الصهيونية قد جمعت بين جنبيها أسوأ ما في الحضارة الغربية من استعمار وقومية عمياء . ب - وعن النقطة الثانية يقول Berry : لم يكن لدى العبرانيين تصور للعالم ، ولهذا لم يصلوا إلى تصور إله غير محدود ، ولقد كان عالمهم محدودا وكان إلههم محدودا كذلك . [2] وكان الإسرائيليون يؤمنون بأن للشعوب آلهة أخرى ، ويوضح
[1] سليمان مظهر : قصة العقائد ص 321 . [2] Religions of the World p 31
186
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 186