نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 183
وفي مطلع عهد الملوك يقص الكتاب المقدس أن زوجة داود واسمها ميكال كانت تعبد تماثيل على صورة البشر يرمز بها إلى الله ، وقد أخذت الترافيما ( اسم أحد التماثيل ) ووضعته في الفراش لتوهم أعداء داود أن داود نائم في الفراش ، بينما عملت على تهريب داود من رسل شاول الذين كانوا يبحثون عنه ليقتلوه [1] . 2 - يهوه مع الهيكل : أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ارتباط يهوه بالهيكل ، فإن داود جاء واتخذ أورشليم عاصمة له ، ثم جاء سليمان وبني الهيكل بها ، وتركزت عقيدة بني إسرائيل حول الهيكل ، واعتبر الهيكل مقر إلههم الذي طالما دعاهم له الأنبياء والذي سموه ( يهوه أو ياهوفا ) ، وكان تجديد الهيكل وتجسيمه وزخرفته من دواعي استجابتهم لهذا المعبود الذي طالما نفروا منه ، وأصبح الهيكل في الواقع رمزا لكل ما كان يدور بخلدهم من معبودات ، فهو ليس بعيدا عن الأحجار والأصنام ، وهو مسكن الأرواح ، وبه المذبح حيث رأس العجل الذي ذكرنا من قبل أن قائد سليمان قتل وهو ممسك بقرونه مستجيرا به [2] . وهكذا عندما نشأت الوحدة السياسية في أيام داود وسليمان ، تركزت العبادة في الهيكل في أورشليم فأخذ الدين يردد أصداء التاريخ والسياسة ، وأمسى يهوه إله اليهود الأوحد الذي يعلو على آلهة غيرهم من البشر [3] ، ويعتقد الباحثون في تاريخ الأديان أن هذا الهدف الذي قال به اليهود لم يكن لغرض ديني وإنما كان لغرض دنيوي فكان القصد منه توحيد فكر اليهود لتثبيت دولتهم والمحافظة عليها [4] .
[1] صموئيل الأول : 19 : 10 - 16 . [2] الملوك الأول 2 : 28 . [3] ول ديورانت : قصة الحضارة ج 2 ص 343 . [4] أديان العالم الكبرى لخصه عن الإنجليزية حبيب سعيد ص 89 .
183
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 183