نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 122
التعصب العنصري . وقد وضع اللورد أللنبى أساسها سنة 1918 ، وافتتحها بلفور 1925 [1] . وخطوة ثانية خطتها الحركة الصهيونية ، هي اتخاذ مختلف الحيل والسبل للتقليل من استعمال كلمة فلسطين ليدل عليها النسيان ، وذلك باستعمال تعبيرات أخرى للدلالة على هذه المنطقة ، بعضها له صلة بصهيون وبعضها له صلة بماضي اليهود بهذه البلاد ، ومن أبرز التعبيرات التي استعملت تعبيران هما ( أرض صهيون ) و ( إسرائيل ) وقد رجح التعبير الثاني عند قيام الدولة اليهودية لأن الصهيونية بفلسطين عرفت بالعنف وحركات القسوة والتدمير ، فاقتضت السياسة اليهودية أن تتحاشى استمرار استعمال هذا التعبير خداعا للناس ، وإيهاما لهم بأن الدولة الجديدة لن تتخذ أساليب الصهيونيين ، والحقيقة أنه ليس هناك أدنى فرق بين الدولة الجديدة وبين الصهيونية . وخطوة ثالثة خطتها الحركة الصهيونية ، وبرزت بعد قيام دولة إسرائيل وكان بن جوربون رائدها ، هي أنه ضيق حدود الصهيونية ، إذ أعلن أنه لا يعد صهيونيا إلا اليهودي الذي يسارع إلى جبل صهيون مضحيا بكل شئ ، مؤثرا الحياة بفلسطين على كل حياة ، وإلا اليهودي الذي يحس وهو في أي بلد آخر غير إسرائيل أنه في المنفى ، وأنه آن الآوان لانتهاء عصر النفي والتشرد . ويقول بن جوريون . . . أما أولئك اليهود الذين يعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب الأمريكي أو الإنجليزي أو الفرنسي ، أولئك اليهود الذين لا يشعرون أنهم يعيشون في منفى ، أولئك اليهود الذين لا يرون أن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم لا يمكن أن يوجد إلا في إسرائيل ، هؤلاء اليهود جميعا إنما يذوبون تدريجيا في حضارة غير يهودية ، ولغة غير يهودية ، إن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم كذبا لقب الصهيونيين بحكم انتمائهم إلى منظمات تحمل هذا الاسم ، هم في الحقيقة خطر على مستقبل اليهودية .