نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 123
ويرى بن جوريون أن ما يربط بين اليهود ليس الدين اليهودي بدليل أن الحركة الصهيونية فيها يهود متدينون ويهود لا دينيون ، أي لا يؤمنون بوجود الله ، وليس العنصر فإن نقاء العنصر بعد هذا التشرد الطويل ليس ممكنا ، وليس اللغة لأن اللغة العبرية قد اختفت تقريبا ويتكلم اليهود لغات متعددة ، وإنما يربط بين اليهود رباط لا يتخلف هو رؤيا العودة ، هو الإيمان بأن الخلاص هو في العودة إلى جبل صهيون ، حيث أقام داود معبده الأول [1] . وتتخذ جولدا ماير نفس الاتجاه ، فهي تقول في محاضرة مطبوعة : ( بعد قيام صهيون لا يمكن أن يعد صهيونيا إلا ذلك الذي يحمل حقائبه ويأتي على الفور . ( جميل جدا أن يعطينا اليهود في الغرب تأييدهم وحماسهم وأموالهم ، ولكن هذا لا يكفي ، فمن بعيد لا يمكن أن تتم زراعة النقب ، وبقاء إسرائيل يتوقف على ما إذا كان ممكنا أن تزرع صحراء النقب وجبال الجليل ، إنني لا أستطيع أن أفصل أمن إسرائيل عن تعمير النقب والجليل ، إنني كلما سمعت أغاني إسرائيل يرددها اليهود في نيويورك ولوس انجلوس وشيكاغو رقص قلبي طربا ، ولكن ترديد الأغاني عن النقب في نيويورك أو بوسطن لا يعمر النقب إنما تعمرها هذه الأغاني إذا كانت تقنع الشباب اليهودي بالهجرة إلى النقب ، وإلا فسوف يبقى اليهود يعيشون في أمريكا ويغنون عن النقب في أمريكا ، ولكن النقب سوف يبقى خاليا مهجورا [2] . ومع الحركة الصهيونية بدأ التدبير الواسع الذي يرمي ليسيطر اليهود على العالم ، فقد كان قرارهم حول فلسطين هو القرار العلني لمؤتمرهم في
[1] بن جوريون : دراسات ومحاضرات مطبوعة نقلا عن ( إسرائيليات ) للأستاذ أحمد بهاء الدين ص 53 - 54 . [2] المرجع السابق 56 .
123
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 123