نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 106
البلاد تتسع للعرب واليهود جميعا ، وبينت له حاجتنا إلى مساعدته الأدبية ، فأغرب عن رغبته في أن يرى العرب واليهود يتعاونان في مؤتمر السلام ، وقال إن مستقبل الشعبين مرتبط بالشرق الأوسط ، وأن واجب الشعبين الاستعانة بصداقة الدول الكبرى ، وقد استمر حديثنا ساعتين ، واقترح الأمير في نهاية الحديث أن تؤخذ لنا صورة معا ، وقد وضعت هذه المقابلة حجر الأساس لصداقة متينة بيني وبين الأمير دامت طوال حياته [1] . وفي 3 يناير سنة 1919 حصل وايزمان على اتفاق مع فيصل يعترف فيه بوعد بلفور ، وبعد بأحسن العلاقات بين الدول العربية التي ستنشأ في الشرق وبين فلسطين ، وبعد شهرين عزز فيصل موقفه بخطاب أكد فيه هذا المعنى وأرسله إلى القاضي الصهيوني ( فيلكس فرانكفورتر ) عضو الوفد الصهيوني إلى مؤتمر فرساي بفرنسا ، ولكن الشعب العربي كله رفض الاتفاقية رفضا باتا [2] . ونقطة أخرى خطيرة كالسابقة يشرحها وايزمان متصلة بشخصية لورانس الذي تظاهر بصداقة العرب وخدع بعضهم ، وهو في الحقيقة عريق الصلة بالصهيونية ، يقول وايزمان : ويقضي علي الواجب وأنا أبحث تاريخ العلاقات بين العرب واليهود ، أن أثني هنا الثناء العظيم على الخدمات التي قدمها ( لورانس ) للقضية اليهودية ، لقد عرفت لورانس وقابلته مرات عديدة في مصر ، وقد كان يتردد بعد ذلك على منزلي في لندن من غير رسميات ولا كلفة ، وكان موقف لورانس من الصهيونية موقفا إيجابيا ، لا شك فيه ، وكان من الخطأ البالغ أن الكثيرين كانوا يتصورون أن لورانس عدو للصهيونية بحكم أنه كان صديقا للعرب [3] .