نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 86
على المدة التي استغرقتها هذه الرحلة ، وتتراوح أقوالهم بين سنة وأربع سنوات [1] . ولما عاد المسيح إلى فلسطين أقام مع أمه بالناصرة ، وكانت مريم ويوسف وعيسى يذهبون كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ثم يعودون بعد أيام ، وحدث مرة أن الطفل اختفى منهم في أورشليم ، فلما بحثوا عنه وجدوه جالسا في الهيكل يناقش العلماء ، وكانت سنه آنذاك اثنتي عشرة سنة [2] . ولما بلغ الثلاثين من عمره بدأ يبشر في مدينة الجليل ، كما أنه أخذ يعظ الناس في كثير من الأحوال بمدينة كفر ناحوم وما حولها . يعظهم هناك في البيعة اليهودية ، ثم هبط إلى أورشليم . وكان دخوله أورشليم نصرا سلميا ، إذ اجتمع حوله في الجليل عدد عظيم من الأتباع ، حتى كان يضطر في بعض الأحايين أن يعظ الناس من زورق في بحيرة الجليل بسبب تزاحم الجمهور على الشاطئ ، وتسامع الناس به وسبقته شهرته إلى العاصمة ، فخرجت جماهير غفيرة لتحيته عند قدومه إلى العاصمة ، وواضح أنهم لم يفهموا منحى تعاليمه ، وأنهم جميعا كانوا يشتركون في اقتناعهم العام بأنه سيقلب النظام القائم بضرب من سحر البر والصلاح ، وقد دخل المدينة راكبا جحشا استعاره من تلاميذه ، والجمهور يرافقه رافعا صوته بالتهليل والتكبير هاتفا بكلمة ( أوصانا ! ! Hosanna ) وهي لفظة تعبر عن الفرح . وذهب توا إلى الهيكل . وكانت أفنيته الخارجية غاصة بمناضد الصيارف وبخوانات أولئك الذين يبيعون اليمام لكي يحرره زوار المعبد الأتقياء ! ! !