نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 85
من قبل ، بل هو تكوين آخر ، إنه ابن الله الأزلي ، وهو كالأب أزلي أيضا ، فليس بينه وبين الله فرق في الزمن ، والله الأب غضب على الجنس البشري بسبب خطاياهم وبخاصة خطيئة أبيهم آدم التي أخرجته من الجنة ، ولكن مع غضب الله على الجنس البشري فهو رحيم ، يريد أن يمحو هذا الذنب ويعيد رضاه عن الناس ، فأرسل ابنه ووحيده إلى الأرض حيث دخل رحم مريم العذراء البتول ، وولد كما يولد الأطفال ، وتربى كالأطفال حتى بدا إنسانا كالبشر ، ثم صلب ظلما على الصليب ، لا لأنه ارتكب خطأ في حق الرومان أو اليهود ، بل ليكفر عن إثم آدم الذي أصبح المسيح كأنه أحد أبنائه ، فكأنه احتمل بعض مسؤولية عصيان أبيه آدم [1] ، وسيجئ فيما بعد مزيد من التفصيل لهذا الموضوع . ويرى المسيحيون أن وفود الملائكة بدأت تظهر في الجو مسبحة في الحقول المجاورة لبيت لحم عقب مولد المسيح ، وأن نجما لاح في السماء يشير بمولد المخلص ، وأن جماعات المجوس تبعوا ذلك النجم الذي هداهم إلى مكان ولادته فرأوا الطفل وسجدوا له [2] ، وأن هيرودوس ملك اليهود لما علم بذلك خاف على ملكه من المولود الجديد فأصدر أمره بقتل كل مواليد بيت لحم ، ولكن الله أوحى إلى يوسف النجار أن يأخذ الطفل وأمه ويذهب إلى مصر [3] فأخذهما وحل بهما في دير المحرق بجبل قسقام بمحافظة أسيوط ، حيث أقاموا بضعة أشهر ، حتى جاء الوحي مرة أخرى ينبئ يوسف بأن ملك اليهود هذا قد هلك ، ويأمره بالعودة إلى فلسطين [4] ، فقاموا ومروا في طريقهم بالمطرية واستظلوا فترة بشجرة سميت منذ ذاك بشجرة العذراء . ولم يتفق المؤرخون