نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 78
الأحوال فقل صفاؤها وضعف ، وظهرت بها الفرق والأحزاب التي استقلت كل منها بتنظيم نفسها ، وأصبح رؤساؤها رجال سياسة وقادة دينيين في نفس الوقت . وعند نهاية القرن الثاني كان أتباع المسيحية أكثر من أتباع أي دين آخر ، وكان الرومان مع تسامحهم تجاه كل الأديان يضطهدون المسيحيين لأسباب ثلاثة : 1 - اعتبرهم الرومان غير مخلصين للوطن لتنبؤهم بسقوط الإمبراطورية ولأنهم امتنعوا عن الخدمة العسكرية وعن شغل الوظائف . 2 - اعتبرهم الرومان غير متجاوبين مع الاتجاه الاجتماعي في الإمبراطورية لأنهم لم يشتركوا في الأعياد العامة . 3 - اعتبرهم الرومان أميل للفجور وسوء الأدب لأن أغلب الأسر التي تنصرت كان مصيرها الفرقة والانحلال . وفي ابتداء القرن الرابع بدأ الأباطرة أمثال Galerius و Constantine يقدرون التأييد الضخم الذي يمكن أن يحصلوا عليه من المسيحيين ليسندوا بذلك الجمهورية التي كانت تهتز وتتهاوى ، ففي سنة 313 صدر منشور ( فرمان ) يعترف بالمسيحية ويساويها بالأديان الأخرى ، ثم جاء الإمبراطور قسطنطين الذي بذل جهدا خاصا ليكسب تأييد المسيحيين ، فأعفى القسس من الضرائب ، وبنى الكنائس على حساب الدولة ، وترك للكنيسة شؤونها القضائية ، وجعل يوم الأحد إجازة رسمية ، واستمرت محاباة المسيحية بعد ذلك حتى أخمدت الوثنية نهائيا بقانون ثيودوس الذي صدر سنة 438 م وبمقتضاه أصبح على جميع المواطنين أن يصيروا أعضاء بالكنيسة الأرثوذوكسية ، وانتشرت الديانة الجديدة كذلك بسرعة بين برابرة الجرمان على حدود الإمبراطورية فعظمت بذلك الكنيسة الكاثوليكية ، ولكن انتصار
78
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 78