نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 79
الكنيسة نشأ معه شئ حاد هو عقوبة المخالفين عقوبات قاسية تصل إلى الموت . وازدانت الكنيسة بألوان الثقافات والفنون الإغريقية ، ويرجع الفضل في ذلك إلى رجال مثل أوجستين وقسطنطين وجريجوري الأول ( Augustine Constantine and Gregory I ) . وقد أثر الفن المعماري بالكنائس على الفن المعماري بالقصور الرومانية ، فظهرت الأعمدة الكثيرة التي تحمل السقف ( وهي في الحقيقة منحدرة من الغابات حيث ديانات الوثنيين كما سبق القول ) وأصبحت الكنيسة تزدان كذلك بالنقوش والفسيفساء والصور والزجاج الملون ، وكثرت بها الآنية المرصعة بالأحجار الكريمة ، وهذه المظاهر الخلابة جذبت للمسيحية أتباعا جددا ، كما أن ادعاء الكنيسة أن النجاة تتوقف عليها جعل كثيرين من الناس يتدفقون على دخول المسيحية ، وأعلنت الكنيسة أن التعميد يغسل الماضي ويزيل الذنوب الأساسية ، وأن مداومة الاتصال بالكنيسة تمحو ما يجد من سيئات ، وأذاعت الكنيسة معجزات نسبتها إلى القديسين لتثبت بذلك حقها اللاهوتي وقوتها السامية الإلهية ، واشتغل الرهبان بجمع المخطوطات ونسخها وتقديم نسخ منها إلى المكتبات التي تطلبها ، وبذلك حفظت الكنيسة كثيرا من التراث العلمي اليوناني واللاتيني الذي كان على وشك أن يضيع في ظلام العصور الوسطى . وقد قلنا من قبل إن الكنيسة استعارت من الرومان أوضاع رجال الدين وتوزيع السلطات ( System of Organisation ) ونعود إلى ذلك بشئ من الايضاح فنقول إنه في خلال القرون الأولى للمسيحية كانت هناك تنظيمات قليلة في الكنيسة لأن المسيحيين كانوا ينتظرون عودة المسيح ليقود حياتهم ، ومن هنا كانت كل كنيسة لها رئيس مؤقت كان يلاحظ فيه كبر السن واسمه مستعار من الإغريقية وهو ( Presbye ) أي الرجل الشيخ ( The Old Man )
79
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 79