responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 77


وبولس هو المؤسس الحقيقي للديانة المسيحية ، وقد طور فكرة المسيح من الناحية اللاهوتية والناحية الإنسانية وجعلها تتناسب مع فكرة الإنقاذ القديمة ، فقدم آدابا مستحدثة في طابع قديم مألوف ، وبهذا فصل دعوة عيسى عن اليهودية ، ولم ينفر بولس من الطقوس الوثنية ، بل على العكس اقتبس كثيرا من هذه الطقوس ليضمن نشر ديانته بين الوثنيين دون أن ينفروا منها ، وليبعد ديانته بذلك أيضا عن أن تذوب في اليهودية ، ومن الصور التي حقق بها هذا الغرض أن جعل عطلة الأسبوع يوم الأحد متبعا في ذلك تقاليد Mithras وأهمل يوم السبت وهو اليوم المقدس عند اليهود [1] ، واتبع بولس هؤلاء أيضا في اقتباس أعياد رأس السنة وعيد القيامة وعيد الغطاس وأطلق عليها مسميات جديدة ، فعيد الربيع عند Ostara أصبح عيدا لخروج عيسى من القبر ( Eaater ) ، وطقوس السر المقدس أخذت مكان معبد التضحية عند اليهود ، وعيسى أصبح ( ابن الله ) حملت به أمه العذراء حملا غير طبيعي ، واحتلت صورة العذراء والمسيح مكانا مقدسا احتلته قديما صورتا حوروس وأوزيريس ( Herus and Osiris ) ووضعتا في كل الكنائس ، وأما المعابد ذوات الأعمدة الكثيرة فكانت تذكار الأحراش والغابات ذوات الأشجار الكثيفة التي كانت مكانا للعبادة لدى الأمم القديمة .
تلك أمثلة مما اقتبسته المسيحية من الوثنية ، ولكن يجب ألا ننسى أنه على الرغم من كثرة ما أخذت المسيحية من الوثنية لم تصر المسيحية وثنية في روحها بل ظلت متمسكة بتحفظها الديني الذي ورثته من اليهودية ، كما حافظت على ابتعادها عن الناحية الجسمانية الشهوانية ، وقد ظلت المسيحية كذلك طالما كانت مضطهدة ، تحارب لتعيش ، فلما أصبحت أقوى من أعدائها تغيرت



[1] خروج 33 : 12 وتثنية 5 : 3

77

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست