يذيع أن عيسى منقذ ومخلص وسيد ( Lord ) استطاع الجنس البشري بواسطته أن ينال النجاة ، وهذه الاصطلاحات التي قال بها بولس كانت شهيرة عند كثير من الفرق وبخاصة في ( Mithras ) و ( Cybele ) فانحاز أتباع هذه الفرق إلى ديانة بولس ، وعمد بولس كذلك - ليرضي المثقفين اليونان - فاستعار من فلاسفة اليونان وبخاصة الفيلسوف Philo فكرة اتصال الإله بالأرض عن طريق ( الكلمة ) ( The Logos ) أو ابن الإله ( The Son of God ) أو الروح القدس ( The Holy Ghost ) وبدأ بولس ديانته في أنطاكية ( Antioch ) حيث نشأ لأول مرة التعبير الشهير ( Christian ) [1] ، وبدأت تنتشر هذه الديانة في المدن حيث تكثر الحاجة والفقر ، ثم انتشرت في بقاع أخرى بعد ذلك ، ورسائل بولس إلى هذه الجماعات التي استجابت لدعوته تمدنا بالجزء الأعظم من المادة التي تكون منها العهد الجديد .
وبالإضافة إلى رسائل بولس يتكون العهد الجديد من الأناجيل الأربعة التي تنسب إلى أربعة من الحواريين ( ؟ ) وإن كانت هذه الأناجيل في الحقيقة ليست من إنتاج هؤلاء الحواريين ، ولا شك أن تاريخ حياة المسيح ودعوته كانت قد كتبت بلغته الآرامية ولكن هذا الأصل قد فقد ، ولعل هذه الأناجيل قد أخذت عنه . وقد كتبت هذه الأناجيل الأربعة باليونانية بعد وفاة عيسى بجيل أو جيلين ، وأقدمها عهدا هو إنجيل مرقص ( Mark ) ( 65 م ) وآخرها إنجيل يوحنا ( 100 م ) .

[1] لم يسمح عيسى خلال حياته لاتباعه أن ينسبوا أنفسهم له ، فكلمة مسيحي أي نصراني أو ما شبهها كانت ممنوعة لأن عيسى كان يعد نفسه حلقة من حلقات أنبياء بني إسرائيل ، وكانت شريعة موسى هي شريعته ، ولم تظهر كلمة Christion ( مسيحي ) إلا في القرن الثالث في المجلس الذي عقد بمدينة نيس . أنظر : 15 . The Saurces of Christianity P

76