نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 75
مكانة وقيمة ، وتعرض لمشكلات الناس اليومية بطريقة ودية سهلة ، وكان ذكيا جدا ، فيسرت له كل هذه الأمور أن يحصل على الأتباع والمريدين ، ومن مواعظه قوله : - تعالوا لي أيها الضعفاء والمثقلون بالذنوب : - أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله . - . . . فليرجمها منكم من لم يرتكب خطيئة . وهكذا كانت المسيحية تتجه لتربية الروح والأخلاق ، ولم تعط عناية تذكر للجسم والمادة ، بل حقرت من شأنهما في كثير من الأحيان . هذا هو عيسى وتلك هي دعوته التي أوشكت أن تفنى بعد موته كما سبق القول ، ومر الزمن وجاء شاءول ، ( Saul ) وهو يهودي روماني من الفريسيين أحد طبقات اليهود العليا ، لم ير عيسى ولا سمعه يبشر الناس ، وقد لعب شاءول هذا دورا أنقذ به المسيحية بعد أن أوشكت أن تدخل عالم النسيان الذي ضم كثيرا من أمثال هذه الحركات ، وقد كان شاءول هذا في أول عهده أكبر أعداء المسيحين ، فأنزل بهم ألوانا من الاضطهاد والقتل والتعذيب لكنه فجأة تحول إلى المسيحية ، واستخدم تجاربه ومكانته ، لينفع المسيحية وينتفع بها . وكان عيسى يهوديا وقد ظل كذلك أبدا ، ولكن شاءول كون المسيحية عن حساب عيسى ، فشاءول - الذي سمي فيما بعد بولس - هو في الحقيقة مؤسس المسيحية [1] ، وكان شاءول يمتاز بأنه صاحب دراية في السياسة والابتكار ، في حين كان عيسى صاحب أوهام وأحلام ، وقد أدخل بولس على ديانته بعض تعاليم اليهود ليجذب له أتباعا من اليهود ، فبدأ
[1] ومثل هذا ما يقوله ما يقوله Wells ونص عبارته : إن ( يسوع الناصري هو نواة المسيحية أكثر منه مؤسسا ) ( 679 . P The Outine of History Vol 3 )
( 1 ) ومثل هذا ما يقوله ما يقوله Wells ونص عبارته : إن ( يسوع الناصري هو نواة المسيحية أكثر منه مؤسسا ) ( 679 . P The Outine of History Vol 3 )
75
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 75