نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 58
الإرادة التي تدعو للحب العام لأنها تسيطر على الجميع ، بيد أن محمدا - وقد أدرك هذا - كرر القول بأنه بشر كغيره من الناس فنجا من أن يؤلهه الناس . تعالى بنا إلى Wells والى Hirth لنرى هذه الفكرة ونشاهد هذه المقارنة الدقيقة بين الأديان الثلاثة : كان الكاهن الصيني ( موتى ) يعيش في القرن الرابع ق م عندما كانت تعاليم كونفوشيوس ولاهوتسي منتشرة في الصين . وقد كتب - فيما كتب - قطعة عن هذا الموضوع ، هاك نصها ، وإذا تأملتها وجدتها - كما ، يقول Wells نصرانية الروح : إن الاعتداءات المتبادلة بين دولة ودولة ، والاغتصابات المتبادلة بين عائلة وأخرى ، والسرقات المتبادلة بين الرجل وأخيه ، وافتقار الملك إلى الرفق والوزير إلى الولاء ، والحاجة إلى الحنان والواجب البنوي بين الوالد وولده - هذه وأمثال هذه أمور ضارة بالإمبراطورية وكل هذا راجع إلى انتفاء الحب المتبادل ، فلو أمكن فقط أن نعمم بين الناس تلك الفضيلة الواحدة ، فلن يصبح للأمراء وقد أحب أحدهم الآخر أي ميادين للقتال ، ولن يحاول رؤساء العائلات أن يأخذوا أي شئ غصبا ، ولن يرتكب الرجال أية سرقة ، ولاتصف الحكام والوزراء بالسماحة والولاء ، ولأصبح الآباء رحماء والأبناء بررة ، ولصار الإخوة منسجمين وأمسى التراضي بينهم هينا ، ولو أن الناس عامة أحب بعضهم بعضا : لما انقض قويهم على ضعيفهم ، ولما نهبت كثرتهم قلتهم ، ولما أعان غنيهم فقيرهم ، ولما أظهر شريفهم قحة مع وضيعهم ، ولما غش خبهم بسيطهم [1] ) . ويعلق Wells على هذه العبارة بقوله :