نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 59
لا شك أن في هذا مشابهة عجيبة لتعاليم عيسى الناصري ، وإن صب في قالب سياسي ، وهكذا اقتربت أفكار ( موتى ) من مملكة السماء . ويضيف Wells : وهذا التطابق الجوهري هو أهم سمة تاريخية تجمع بين أسباب هاتين الديانتين العالميتين . فإن بدايتهما كانت مخالفة تمام المخالفة لنحل الكاهن والمذبح والمعبد ، وهي تلك النحل المقامة لعبادة آلهة محدودة المعالم ، معروفة الحدود ، واللاعبة في مراحل تطور الإنسانية الأولى بين 000 ر 15 و 600 ق . م دورا عظيما كل العظم ، هاما كل الأهمية ، أما هذه الديانات العالمية الجديدة ، من 600 ق . م فصاعدا ، فهي بالضرورة ديانات القلب والعالم العلوي الشامل ، وهي التي جرفت أمامها كل تلك الأرباب المتنوعة المحدودة وخدمت باتجاهها الجديد حاجة الإنسانية ، إذ أن المجتمعات الإنسانية قد اندمجت بعضها في بعض لعاملي الخوف والرجاء . وسنرى من فورنا عندما نصل إلى الإسلام أنه حدث للمرة الثالثة أن ظهر ثانية نفس المبدأ الأساسي الجديد ، مبدأ الحاجة إلى إخلاص عام من جميع الناس لإرادة واحدة ، على أن محمدا اتعظ بما مر بالمسيحية من تجاريب ، فكان حاسما باتا في إصراره على أنه هو نفسه ليس إلا بشرا كغيره من الناس ، وبذا وقى تعاليمه شر كثير من الفساد والتصحيف [1] . 5 - يعتقد المسلمون أن اختفاء إنجيل عيسى كان عملا مقصودا لأن إنجيل عيسى قريب الصلة بالقرآن ، كما يعتقدون أن اختفاء هذا الإنجيل مهد للتزيد والحذف والتحريف في تعاليم الديانة المسيحية ، فانهارت أسسها وضاعت معالمها كديانة سماوية . 6 - يعتقد المسلمون أن المسيحية بعد المسيح بعدت جدا ، أو قل اختلفت كل الاختلاف عن مسيحية المسيح ، وبخاصة عندما دخلها بولس أو ادعى دخولها ، فحطم اتجاهاتها الصحيحة ، وقال فيها بالتثليث ، وقال