responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 46


ويرى ابن حزم [1] وهو من فقهاء الظاهر إن الوفاة في الآيات تعني الموت الحقيقي ، وأن صرف الظاهر عن حقيقته لا معنى له ، وأن عيسى بناء على هذا مات ولكنه سيعود قبيل القيامة وعودته إحياء جديد .
ويقول الأستاذ الشيخ محمود شلتوت [2] إن كلمة ( توفى ) قد وردت في القرآن كثيرا بمعنى الموت حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها ، ولم تستعمل في غير هذا المعنى إلا وبجانبها ما يصرفها عن هذا المعنى المتبادر ، ثم يسوق عددا كبيرا من الآيات استعملت فيه هذه الكلمة بمعنى الموت الحقيقي ، ويرى أن المفسرين الذين يلجئون إلى القول بأن الوفاة هي النوم أو أن في قوله تعالى : ( متوفيك ورافعك ) تقديما وتأخيرا ، يرى أن هؤلاء المفسرون يحملون السياق ما لا يحتمل ، تأثرا بالآية ( بل رفعه الله إليه ) وبالأحاديث التي تفيد نزول عيسى ، ويرد على ذلك بأنه لا داعي لهذا التفكير ، فالرفع رفع مكانة ، والأحاديث لا تقرر الرفع بل تقرر النزول آخر الزمان ، وهو ما يمكن بحياة جديدة على ما مر شرحه .
وبقول فضيلته إنه إذا استدل البعض بقوله تعالى ( وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين [3] ) على أن عيسى رفع إلى محل الملائكة المقربين ، أجبناه بأن كلمة ( المقربين ) وردت في غير موضع من القرآن الكريم دون أن تفيد معنى رفع الجسم ، قال تعالى :
- والسابقون السابقون أولئك المقربون [4] .
- فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم [5] .



[1] الفصل في الأهواء والملل والنحل ( عند الكلام عن المسيحية ) .
[2] الفتاوى ص 52 وما بعدها .
[3] سورة آل عمران الآية 45 .
[4] سورة الواقعة الآية 11 .
[5] سورة الواقعة الآية 88 .

46

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست