responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 45


والآية واضحة الدلالة على أن عيسى ككل البشر يولد ويموت ويبعث ، وكل ما يخالف ذلك تحميل للفظ فوق ما يحتمل .
وقد اشترك في هذا الرأي كثير من العلماء في العصور الماضية وفي العصر الحديث ، وفيما يلي نسوق بعض تفاسير لهذه الآيات الكريمة كما نسوق نخبة من آراء العلماء الأجلاء .
يقول الإمام الرازي [1] في تفسير الآية الأولى : إني متوفيك أي منهي أجلك ، ورافعك أي رافع مرتبتك ورافع روحك إلي ، ومطهرك أي مخرجك من بينهم ، ومفرق بينك وبينهم ، وكما عظم شأنه بلفظ الرفع إليه خبر عن معنى التخليص بلفظ التطهير ، وكل هذا يدل على المبالغة في إعلاء شأنه وتعظيم منزلته ، ويقول في معنى قوله تعالى : ( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا ) المراد بالفوقية ، الفوقية بالحجة والبرهان ثم يقول :
واعلم أن هذه الآية تدل على أن رفعه في قوله : ( ورافعك ) هو رفع الدرجة والمنقبة لا المكان والجهة ، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والمكانة .
ويقول الآلوسي [2] إن قوله تعالى : ( إني متوفيك ) معناها على الأوفق إني مستوف أجلك ، ومميتك موتا طبيعيا ، لا أسلط عليك من يقتلك ، والرفع الذي كان بعد الوفاة هو رفع المكانة لا رفع الجسد خصوصا وقد جاء بجانبه قوله تعالى : ( ومطهرك من الذين كفروا ) مما يدل على أن الأمر أمر تشريف وتكريم .



[1] تفسير الفخر الرازي .
[2] أنظر روح المعاني للآلوسي .

45

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست