نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 44
وعلى كل فنزول عيسى آخر الزمان ليس معناه رفعه حيا بجسمه كما سبق القول ، ثم إن الدليل إذا تطرق له الاحتمال سقط به الاستدلال كما يقول علماء الأصول ، وفي هذه الآية أكثر من الاحتمال . ونبدأ الآن في إيراد الأدلة التي يذكرها العلماء الذين يرون أن عيسى نجا من اليهود ثم استوفى عمره ، ومات ميتة عادية ، ودفن في الأرض ثم رفعت روحه إلى السماء ، وهذا الفريق من العلماء يعتمد على قوله تعالى : إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين تبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ، ثم إلي مرجعكم [1] . وهذه الآية تقرر بوضوح ما سبق أن ذكرناه من وفاة عيسى وتطهيره وحمايته من أعدائه ، وتجعل عيسى ضمن أتباعه إلى الله مرجعهم . وقوله : ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ، أن اعبدوا الله ربي وربكم ، وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد [2] . وواضح من الآية وفاة عيسى ونهاية رقابته على أتباعه بعد موته وترك الرقابة لله . وقوله تعالى حكاية عن عيسى : والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا [3] .
[1] سورة آل عمران الآية 55 . [2] سورة المائدة الآية 158 . [3] سورة مريم الآية 33 .
44
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 44