نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 42
مدلول هذه الكلمة ( نزل - وأنزل ) في القرآن الكريم ، وجدنا أنه لا يتحتم أن يكون معناها النزول من ارتفاع ، بل قد يكون معناها : جعل ، أو قدر ، أو وقع ، أو منح ، قال تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد [1] ) أي جعلنا في الحديد قوة وبأسا . وقال ( قل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين [2] ) أي قدر لي مكانا طيبا . وقال ( فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين [3] ) أي وقع . وقال : ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج [4] أي منحكم وأعطاكم . وهكذا يتبين لنا أن كلمة ينزل في الحديثين - لو صح هذان الحديثان - ليست إلا بمعنى يجئ ، ومن الممكن أن يحيي الله عيسى ويرسله على شريعة محمد قبل قيام القيامة ، وليس ذلك بمستبعد قط على الله ، والاستنتاج الذي قال به هؤلاء خروج بالكلمات عن مدلولها ، فالرفع ليس من كلمات الحديث الشريف بل من تفكير قارئي الحديث ، وليس من حقهم أن يضيفوا إلى الحديث ما ليس منه وما لا تستدعيه ألفاظه . وهناك آيتان اختلف المفسرون في تفسيرهما ، وجاء في بعض ما قيل عنهما أنهما تدلان على نزول عيسى في آخر الزمان ، وهاتان الآيتان هما :
[1] سورة الحديد الآية 25 . [2] سورة المؤمنون الآية 29 . [3] سورة الصافات الآية 172 . [4] سورة الزمر الآية السادسة .
42
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 42