نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 41
وإذن فالتعبير بقوله ( ورافعك إلي ) وقوله ( بل رفعه الله إليه ) كالتعبير في قولهم : لحق فلان بالرفيق الأعلى ، وفي ( إن الله معنا ) [1] وفي ( عند مليك مقتدر ) [2] ، وكلها لا يفهم منها سوى معنى الرعاية والحفظ والدخول في الكنف المقدس [3] . وهناك آية كريمة أقوى دلالة من آيات الرفع ، ولكنها مع هذا لا تعني سوى خلود الروح لا الجسم وهي قوله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون [4] . فمع أن الآية قررت أنهم أحياء فليس معنى هذا حياة الجسم ، فجسم الشهيد قد ووري التراب ، ومع أنها قررت أنهم عند ربهم ، وأنهم ( يرزقون ) فليس المقصود هو العندية المكانية ، ولا الرزق المادي ، وإنما المقصود تكريم الروح بقربها من الله قرب مكانة والاستمتاع باللذائذ استمتاعا روحيا لا جسمانيا . وعن الحديثين يجيب الباحثون بإجابتين . أولا - هما من أحاديث الآحاد وهي لا توجب الاعتقاد ، والمسألة هنا اعتقادية كما سبق . ثانيا - الحديثان ليس فيهما كلمة واحدة عن رفع عيسى بجسمه ، وقد فهم الرفع من نزول عيسى ، فاعتقد هؤلاء العلماء أن نزول عيسى معناه أنه رفع وسينزل ، وهكذا قرر هؤلاء أن عيسى رفع لمجرد أن في الحديثين كلمة ينزل ، مع أن اللغة العربية لا تجعل الرفع ضرورة للنزول ، فإذا قلت نزلت ضيفا على فلان ، فليس معنى هذا أنك كنت مرتفعا ونزلت ، وإذا رجعنا إلى
[1] سورة التوبة الآية 30 . [2] سورة القمر الآية 55 . [3] الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت : الفتاوى ص 56 . [4] سورة آل عمران الآية 169 .
41
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 41