نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 249
ويبدو أنه كان من وسائل بولس لتدمير المسيحية أن يحطم معتقداتها واتجاهاتها المقدسة ، ووضع لذلك طريقة تكفل له الوقوف في وجه معارضيه عندما يظهر بأفكاره الجديدة ، فادعى شاءول أن السيد المسيح - بعد نهايته على الأرض - ظهر له وصاح فيه وهو في طريقه إلى دمشق : لماذا تضطهدني ؟ فخاف شاءول وصرخ : من أنت يا سيد ؟ قال : أنا يسوع الذي تضطهده . قال شاءول : ماذا تريد أن أفعل ؟ قال يسوع : قم وكرز بالمسيحية . ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي : ( وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أنه ابن الله ) ( أعمال 9 : 3 - 30 ) . وهكذا وضع بولس لنفسه سياجا يحتمي به لأنه كان يدرك أن معارضة قوية ستهب في وجهه وتنكر هذه المعتقدات الجديدة التي جاء بها ، وهي القول بتعدد الآلهة وأن عيسى ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر ، وأنه عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه . فأعلن أنه تلقى المعتقدات الجديدة من عيسى مباشرة ، وأنه الوحيد الذي أؤتمن عليها وفي ذلك يقول : وأعرفكم أيها الإخوة ، الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته ، بل بإعلان يسوع المسيح ( غلاطية 1 : 11 - 12 ) ، ويقول كذلك : إنه الوحيد الذي أؤتمن على المسيحية الصحيحة ( تيطس 1 : 3 ) وعلى إنجيل مجد الله المبارك ( تيمو ثاوس الأولى 1 : 11 ) . وقد عارضه الحواريون معارضة شديدة ، وهبوا في وجه يصارعونه في عناد طويل مرير ، وحققوا عليه كل نصر ، فانفض الناس من حوله تماما ، ولم يبق معه إلا قلة قليلة جدا ، وهو يقرر ذلك بقوله إلى تلاميذه :
249
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 249