نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 248
- ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ( سورة آل عمران الآيتان 48 - 49 ) . ومن أجل هذا كان نقل المسيحية من الوحدانية إلى التثليث ، ونقل عيسى من رسول إلى إله ، والقول بأن المسيحية رسالة عامة ، والقول بأن عيسى هو ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر ، وأنه عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه ، كان هذا كله عملا جديدا على المسيحية التي جاء بها عيسى . كيف انتقلت المسيحية من حال إلى حال ، ومن الذي قام بذلك ؟ ومتى ؟ . هذا ما سنحاول إبرازه فيما يلي : ترتبط هذه الأمور بشخصية مهمة في المسيحية ، هي شخصية شاءول ( بولس ) ، ولذلك يرى الباحثون الغربيون أن المسيحية الحالية بهذه العناصر الجديدة هي من صنع هذا الرجل ، ويقول Berry [1] إن بولس هو في الحقيقة مؤسس المسيحية ، ويقول Weels [2] إن كثيرا من الثقات العصريين يعدونه المؤسس الحقيقي للمسيحية . وبولس كما يقول عن نفسه ( يهودي فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات ) ( أعمال الرسل 23 : 6 ) وكان عدوا للمسيحيين ، وهو في ذلك يقول : سمعتم بسيرتي قبلا في الديانة اليهودية ، إني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها ، وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي ، إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي ) ( غلاطية 1 : 13 - 14 ) .
[1] أنظر رأي Berry في كتاب ( المسيحية ) ص 69 وما بعدها وبخاصة ص 73 .