responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 230


وأوجبت على كل متزوج يرغب في اعتناق مذهبها من الذكور والإناث أن يفترق عن صاحبه ، وبدون ذلك لا يمكن قبوله ولا تعميده .
ومع أن الفرق المسيحية الباقية إلى عصرنا الحاضر لم تأخذ بهذا المذهب ، فإن نظرة المسيحية إلى التبتل على أنه الحالة المثلى ، وإلى الزواج على أنه مجرد ضرورة ، قد أدت بالتدريج إلى نظام العزوبة المفروض على الرهبان وعلى القسسين في المذهب الكاثوليكي ، فمنذ العصور المسيحية الأولى كان يحظر على القسيس أن يتزوج امرأة متوفى عنها زوجها ، كما كان يحظر عليه أن يتزوج مرة ثانية بعد وفاة زوجته .
وفي أوائل القرن الرابع الميلادي أصدر مجمع الفيرا ( Elvira ) في إسبانيا قرارا بتحريم الزواج وبالابتعاد عن كل شهوات الجنس على كبار رجال الكنيسة ، وفي أواخر القرن الحادي عشر أصدر البابا جريجوري السابع أمرا بوجوب العزوبة وتحريم الزواج على جميع القساوسة والرهبان ، كبارهم وصغارهم ( حتى لا تتدنس صفاتهم الكهنوتية بالاتصال الجنسي ) ومع أن هذا القرار قد لاقى في مبدأ الأمر معارضة شديدة ، في كثير من المناطق المسيحية فإنه لم يكد ينتهي القرن الثالث عشر الميلادي حتى كان نظاما مقررا في الكنيسة الكاثوليكية ومطبقا على جميع القساوسة ، والرهبان من الرجال ، والراهبات من النساء .
ومسيحية ( العهد الجديد ) تدفع للرهبنة ، والرهبنة هي الزهد في متع الحياة الدنيا ، والبعد عن نعيمها واعتزال حياة المادة وقطع الصلة بين المترهب وبين مشاغل الحياة وعوائق الصفاء ، وكل هذا الرغبة في تطهير النفس والسمو بها إلى الدرجات العالية .
والرهبنة وليدة الأمور التي سقناها آنفا ، إنها وليدة هجر الوالدين والأسرة ، ووليدة الزهد في الدنيا وكراهية المال والنفور منه ، ووليدة

230

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست