responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 229


والقديس يوحنا المعمدان ( يحيى بن زكريا ) والرسول بولس وجميع إخوانه الحواريين الذين سجلت أسماؤهم في سفر الخلود ، آثروا التبتل وحثوا الناس عليه ، وقد استطاعت مريم البتول أخت موسى أن تعبر البحر هي وجميع من كن يسرن خلفها من النساء ، فانشق لهن فيه طريق يبس وانتهين إلى الساحل الآخر سالمات ، والقديسة البتول تكلا قد ألقى بها الكفار إلى الأسد الجائعة فوجمت الأسد أمامها وخرت جاثية تحت قدميها ، وقد فتح السيد المسيح للخصيان أبواب السماء ، لأن حالتهم قد باعدت بينهم وبين قربان النساء ، ولو أن آدم لم يعص ربه لعاش طاهرا حصورا ولتكاثر النوع الإنساني بطرق أخرى غير هذه الطرق البهيمية ، ولعمرت الجنة بفصيلة من الطاهرين الخالدين .
وينظر كثير من فقهاء الكنيسة المسيحية إلى هذه الحقائق على أنها من الأمور المسلمة في الدين بالضرورة ، أي التي لا يجوز إنكارها ولا الشك فيها ، حتى أن مجمع مديولاننس Mediolanense المسيحي قد حكم في أواخر الفرق الرابع الميلادي على الراهب جوفينيان بالطرد من الكنيسة لأنه عارض المبدأ المسيحي الذي يقرر أن التبتل خير من الزواج ، وينظر هؤلاء الفقهاء كذلك إلى الزواج على أنه مجرد ضرورة لبقاء النوع الإنساني ولصيانة الفرد من الفاحشة ، ومن ثم لا ينبغي في نظرهم للمسيحي أن يطلق لنفسه العنان في إشباع شهواته بل ينبغي أن يفيد من ذلك بقصد واعتدال ، وفي الحدود التي تحقق الذرية والنسل ، فيكون شأنه شأن الزارع الذي إذا بذر البذرة انتظر الحصاد بدون أن يلقي في الأرض بذورا أخرى .
وقد ذهبت فرقة المارسيونيين Marsionies وهي فرقة مسيحية اعتنقت مذهب مارسيون ( القرن الثاني الميلادي ) إلى ما هو أبعد من ذلك فحرمت الزواج تحريما باتا على جميع أفراد نحلتها كما فعلت فرقة الحسديين من اليهود ،

229

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست