responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 227


أخرج سيفه وحاول أن يدافع عن المسيح ( فقال له يسوع : رد سيفك إلى مكانه كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون ) [1] .
ويرى النقاد حقيقة يدركها كل من يطالع الأناجيل ، تلك الحقيقة أن هذه الأناجيل تخلو خلوا تاما من أية أثارة من علم أو إصلاح أو مدنية ، وحسبك أن تقرأ الأناجيل وأن تعيد قراءتها ، فلن تجد فيها ما يبني مجتمعا أو يحث على علم أو يقود إلى إصلاح أو مدنية . قد يقال إن الغرب المسيحي نهض وحقق في سبيل التقدم والمدنية خطوات واسعة ، هذا صحيح ، ولكن ربط التقدم بالمسيحية شئ لم يقل به أحد قط ( فمدنية الغرب مدنية مادية مبنية على حب المال والسلطة والتغلب والعزة والكبرياء والعظمة والتمتع بالشهوات ، والتعاليم المسيحية تناقض هذا كله بإفراط بعيد ، وما وصل الأوربيون إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أن نبذوا التعاليم المسيحية ظهريا ، ولو أن هذه المدنية من أثر التعليم المسيحي لنشأت عنه بقرب نشأته ، ولكنها لم تظهر إلا بعد بضعة قرون من ظهوره ) [2] .
ويرتبط بهذا المبدأ ما عرف عن المسيحية من أنها تحارب الفكر وتقرر قاعدة هامة هي : ( الجهالة أم التقوى ) فمنعت الكنيسة - إبان نفوذها - أن ينشر التعاليم بين العامة إلا ما كان دعوة إلى الصلاح وتقرير الإيمان على وجه ظاهر ، وبقي غير القسيسين في جهالة حتى بأمور الدين وحقائقه وأسراره . وقد رأينا من قبل أحكام الكنيسة ضد كثير من المفكرين بالتجريد والحرمان والنفي ، وقد عارضت الكنيسة القول بكروية الأرض ، وعارضت رحلة كريستوف كولمب للكشف عن الدنيا الجديدة ، وعارضت الحقن تحت الجلد ، وعارضت تخدير المرأة لتسهيل ولادتها . . . وكل ذلك وسواه لسبب واحد هو أن هذه الأشياء لم ترد في الكتاب المقدس وليس لأحد أن يقترح شيئا لم



[1] مرقص 10 : 17 وما بعدها .
[2] السيد محمد رشيد رضا : شبهات النصارى وحجج الإسلام ص 7 .

227

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست