responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 172


فتمردت بعض الحكومات على هذا الوضع وأعلنت أنها لا دينية ، فاتجه البابا بقراره إلى الرعايا بعد أن عجز عن إخضاع الحكومات ، وفي العصر الحديث نجد البابا يساوم بهذه السلطة التي بيده ، فقد حدث أن قابل البابا رئيس إحدى الدول الشرقية وطلب البابا من هذا الرئيس السماح لعدد أكبر من المبشرين بدخول بلاده ، ووعده نظير ذلك أن يضمن له ولاء المسيحيين بهذه البلاد ، وقد أثار هذا التصريح ثائرة المواطنين بهذا القطر عندما أدركوا أن ولاء المسيحيين من مواطنيهم إنما هو في يد رئيس كنيسة روما .
ويعد من أصدق القول ما كتبه الأستاذ زكي شنودة في تعليقه على ( المجامع ) ونحن نقتبسه فيما يلي :
( كانت هذه المجامع في بداية أمرها وسيلة للدفاع عن الإيمان المسيحي ، ثم لم تلبث أن أصبحت بعد ذلك أداة في يد الإمبراطور ، لتنفيذ أغراضه ، مستغلا في ذلك مطامع بعض الأساقفة وطموحهم إلى الجاه والنفوذ والسلطان ، وهكذا أصبحت المجامع أداة هدم بعد أن كانت أداة بناء ، وقد فتحت الباب على مصراعيه للخصومة والشقاق بين المسيحيين في البلاد المختلفة [1] ) .
ولعل من المفيد هنا أن نترجم فصلا قصيرا من كتاب ( تعاليم الكنيسة الكاثولوكية ) لنعرف بوضوح مكان الكنيسة عند المسيحيين ، وكيف أن سلطان كنيسة روما انساب إلى الكنائس الأخرى ، ليس فقط في الاجتهاد والتشريع وشرح الكتاب المقدس وغيرها مما احتفظت به كنيسة روما لنفسها ، بل في وجوب طاعة المسيحيين للأساقفة والآباء الروحانيين دون تفكير ، كما يطيعون الله وكما أطاع عيسى أباه على حد قولهم ، ومن العجيب أن المسيحيين جعلوا عيسى إلها ، ثم جعلوا الأساقفة في مقام عيسى أي أحلوهم أيضا محل الآلهة ، فمقام الآلهة عندهم سهل الوصول ، ومن العجيب كذلك أن بعض من وضع في هذا الموضع من آباء الكنيسة انحرف وحكمت عليه الكنيسة بالحرمان ،



[1] زكي شنودة : تاريخ الأقباط ص 177 .

172

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست