نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 165
بعد الولادة بالأقنوم الثاني اتحادا مجازيا فمنحه الله المحبة ووهبه النعمة . وقد وضع نسطور بذلك الأساس للقول بطبيعتين في المسيح ، ذلك القول الذي سيتبناه الكاثوليك والذي سنشرحه فيما بعد ، ونبين اتفاقه وعدم اتفاقه مع رأي نسطور ، أما الكنائس الشرقية فقد اتخذت موقفا معارضا لنسطور وقالت بطبيعة واحدة . . . كما سيأتي . وعلى الرغم من طرد نسطور من منصبه ونفيه [1] ، فإن مذهبه لم يمت ، وأحياه فيما بعد عالم مسيحي اسمه برصوما كان مطران نصيبين ، ومن ثم انتشر في الشرق ، ولا يزال حتى الآن شائعا في العراق والموصل والجزيرة . 2 - مذهب الكنائس الشرقية ( الأرثوذكس ) . ويجدر بنا أن نشرح هذا المذهب قبل أن نشرح مذهب الكاثوليك ، إذ كان مذهب ( الأرثوذكس ) رد فعل لعقيدة نسطور ، ثم إنه أعلن قبل أن يعلن الكاثوليك اتجاههم . وقد أعلن مذهب الأرثوذكس عن طبيعة المسيح في مجمع عقد لهذا الغرض بمدينة إفسس بالأناضول سنة 431 واتخذ المجمع قرارا يوافق عقيدة البابا كيرلس بطريرك الإسكندرية ، وهو يقضي بأن المسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، ففي المسيح أقنوم واحد تم بعد الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ، ولذلك فالعذراء تدعى بحق والدة الإله ، وفيما يلي نص كلمات الباب كيرلس سابق الذكر : إن لسيدنا يسوع المسيح أقنوما واحدا إلهيا اتحد بالطبيعة الإنسانية اتحادا تاما بلا اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة ، فالعذراء والحالة هذه هي بحق والدة الإله ، فمريم لم تلد إنسانا عاديا بل ابن الله المتجسد ، لذلك هي حقا أم الله [2] .
[1] سار نسطور إلى مصر بعد النفي وأقام باخميم حتى مات . [2] زكي شنودة . تاريخ الأقباط 160 - 160 .
165
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 165