responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 164


طبيعة المسيح والآراء حولها إن تقرير ألوهية المسيح لم يكن عملا سهلا ، بل كان عملا معقدا ، سبب كثيرا من الاختلافات والاتجاهات ، لا بين من قالوا به وبين من أنكروه فحسب ، بل بين الجماعات التي اتفقت على المبدأ واعتنقته ، ثم عادت تفكر فيه ، وعلى هذا أوجدت المشكلة مجالا للتفريق بينهم ، وقد تحدثنا فيما سبق عن الاختلافات بين من قالوا بألوهية المسيح وبين من أنكروا هذا المبدأ ، ونريد هنا أن نتحدث عن الاختلافات التي حصلت بين الطوائف التي اجتمعت حول القول بألوهية المسيح .
وكان مصدر الاختلافات بين هؤلاء هو التفكير في طبيعة المسيح للتوفيق بين الألوهية التي صدر بها قرار وأصبحت بموجبه اعتقادا ملزما ، وبين الواقع وهو أن عيسى بن مريم كان يمشي على الأرض ، وكان يأكل كما يأكل الناس ، ويتحدث كما يتحدثون ، وكان على العموم إنسانا في مظهره على الأقل ، ومرة أخرى اتخذ المسيحيون المجامع وسيلة للحديث عن طبيعة المسيح كما اتخذوها من قبل وسيلة لإثبات ألوهيته ، وسنتحدث فيما يلي عن آراء المسيحيين حول طبيعة المسيح . وأهم الاتجاهات التي اتجهوا إليها في ذلك ثلاثة :
1 - مذهب النسطوريين نسبة إلى نسطور الذي كان بطريرك القسطنطينية سنة 431 ، ومذهب النساطرة محاولة للعودة إلى التوحيد أو للقرب منه ، ويقول نسطور [1] شارحا مذهبه : إن مريم لم تلد إلها ، لأن ما يولد من الجسد ليس إلا جسدا ، ولأن المخلوق لا يلد الخالق ، فمريم ولدت إنسانا ولكن كان آلة للاهوت . وعلى هذا فمريم لا تسمى والدة الإله بل والدة المسيح الإنسان ، وقد جاء اللاهوت لعيسى بعد ولادته ، أي اتحد عيسى



[1] زكي شنودة : تاريخ الأقباط ص 159 .

164

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست